العَبّاس عليه السلام وأنّ المُتكلّم المُجيب فيها هو العَبّاسُ نفسه. ممّا يدلّ على أنّه المحور المَعْنِيُّ ، بين أصحاب الحُسين عليه السلام وأهل بيته.
أهداف الأمان :
ثمّ لا ريب أنّ عملية «الأمان» هذه كانت تدبيراً من قبل أعداء الحسين عليه السلام وهدفهم تقطيع أوصال الركب الحسينيّ ، وتشتيت جمع أصحاب الإمام ، وتفتيت قوّته العسكريّة ، والفَتّ في عَضُد أنصاره ، فإنّ انفصال العَبّاس وإخوته عن أخيهم الحسين عليه السلام ـ بأيّ عُنوان كانَ وكيفما حصل ـ كان فيه تحقّق تلك الأهداف اللئيمة.
ولئنْ قال الحسين عليه السلام : «الآن ، انكسر ظهري» عند مقتل العَبّاس أخيه ، في آخر لَحظات الحَرب ، وبعدَ انفرادِهِ ، فإنّ هذه المحاولة ـ لو تحقّقت ـ كانت تقضي على كيانه كلّه من أوّل لَحظةٍ!
لكن الموقف المُشرّف للإخوة الأوفياء ـ وفي مقدّمتهم العَبّاسُ النافِذُ البصيرة بأحابيل الأعداء وأساليب مكرهم ـ أفشلَ تلك المُحاولة الدنيئة ، فدفنت في أهدافها الخفيّة ، بردّهم الحاسم على المحاولة من جذورها.
وأفضحُ ما في العمليّة من الخُبث : أنّها ظهرتْ بمظهر «صِلَة الرَحِم» من قبل عدوٍّ لئيمٍ ، كان من أشدّ الخوارج على الإمام أَمِيْر المُؤْمِنِيْنَ عليه السلام وهو شَمِر ؛ فكان العَبّاسُ أذكى من أن تنطليَ عليه أمثالُ تلك المكائد الّتي أصدق ما يُطلَقُ عليها أنّها (كلمةُ حقٍّ يُرادُ بِها الباطِلُ) حيثُ العناوين الحَسَنةُ والطيّبةُ تنطوي على الأغراض الفاسدة والخبيثة وتُستخدمُ من