أجل تنفيذها!.
وإلاّ ؛ فكلّ مؤمنٍ يعلمُ أنّ صلة الدين والإيمان ، أحقُّ بالرعاية من صلة الرحم غير المؤمنة ، لو دارَ الأمرُ بينهما.
وأنّ صلة النُبُوّة والإمامة ، أقوى من صلة النَسَبِ بِدونهما ، وأنّ صلة رحم رسول الله وعليّ أَمِيْر المُؤْمِنِيْنَ وأهل البيت الطاهرين من ذَوِي قُرباهُ ، هي اللازمة المراعاة ، لأنّها أجرُ الرسالة المُقدّسة بِنَصّ القُرآن حيثُ قال الله : (قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَىٰ) الآية (٢٣) من سورة الشورى (٣٣).
فهل يُصدّقُ من يُراعي صلةَ الأرحام النسبيّة بين الناس ، ويقوم بأداء حقّها؟ أن يكون ممّن يُحارِبُ ارحام الرسول وأهل بيته ، ويُريدُ قتلَ ابن بنت رسول الله!
وموقف العَبّاس ـ وبتبعه إخوتُهُ الكرامُ ـ احتوى على الجانب الدينيّ بوقوفهم غلى جانب إمامهم ووليّ أمرهم ، كما كشف عن الالتزام بالوفاء الّذي هو خُلُقٌ إنسانيٌّ محمودٌ ، ومن الصفات الخيّرة الممدوحة حيث أعرضوا عن هذه الفُرصة المُتاحة لنجاة أجسامهم من القتل المحتوم ، لكن على حساب أرواحهم الطيّبة ، وأهدافهم النبيلة ، وحفاظاً على مجدهم الخالد التليد ، وكرامتهم المتوارَثة والمُتواتِرة بينَ الناس منذُ الجاهليّة وحتّى يوم الناس هذا وإلى الأَبَد.
فلذلك اختاروا خُلودَ الذكر في سجِلّ المؤمنين الأوفياء ، لا فقط