لعقائدهم وإمامهم فحسب ، بل لشرفهم ومجدهم المؤثّل.
ومن أجل هذا ؛ فإنّ كثيراً من النصوص الواردة في (زيارات أبي الفَضْلِ العبّاس عليه السلام) تُركّزُ على عُنصر «الوفاء» الّذي جسّده في ذلك اليوم الخالد.
وثالثاً : المُواساة والإيثار :
كان الإيثارُ والمُواساةُ من أظهر ما ظهر من العَبّاس عليه السلام في يوم عاشوراء : حتّى ثبت في الحديث الشريف ، قول الإمام السجّاد عليه السلام ـ وهو شاهدُ عيانٍ وشاهدُ صدقٍ ـ : «رحمَ اللهُ العَبّاسَ فقد (آثَرَ) وأَبْلى ، وفَدَى أخاه بنفسه حتّى قُطِعَتْ يداه» (١).
وكذلك في حديث الإمام الصادق عليه السلام : «كان عمّي العَبّاسُ نافِذَ البصيرةِ ، صلبَ الإيمان ، جاهَدَ مَعَ أبي عَبْد الله الحُسين عليه السلام وأبْلى بَلاءً حَسَناً ومَضى شَهِيداً» (٢).
وقال ابن الطِقْطَقى : كان العَبّاسُ عليه السلام شُجاعاً ، فارساً ، نَجيباً ، كَريماً ، باسِلاً ، وفَيّاً لأخيه ، واساهُ بنفسه ، عليه وعلى أخيه صلوات الله (٣).
__________________
(١) الأمالي للصدوق (ص ٧ ـ ٥٤٨) وهو آخر حديث في المجلس (٧٠) تسلسل (٧٣١) ورواه في كتابه الخصال (ص ٦٨ رقم ١٠١) بالسند ، من قوله : «رحم الله العَبّاس ...» إلى آخره وقال والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة ، وقد أخرجته بتمامه مع ما رويته في فضائل العَبّاس بن علي عليهما السلام في كتاب (مقتل الحسين بن علي عليهما السلام).
(٢) مرّ الحديث عن سرّ السلسلة للبخاري (ص ٨٩).
(٣) الأصيلي (ص ٣٢٨).