هو شيبةُ الحمد ، أبو الحارث ، والملقّب بـ «الفيّاض» (١).
قال الماورديّ الشافعي (ت ٤٥٠) : انتقلت السقايةُ ، والرفادةُ ، والرئاسةُ ، إلى عَبْد المطّلب ، وحَفَرَ ـ حين قويَ واشتدّ ـ زمزمَ ، وأخرجَ ما كان ألقاهُ فيها عامرُ بن الحارث الجُرْهميّ من غزالَي الكعبة وحَجَر الركن ، فضرب الغزالينِ صفائحَ ذَهَبٍ على الكعبة ، ووضع الحَجَرَ على الركن.
وقال ابن الأثير : وكان إلى عبد المطّلب : السقاية ، والرفادة ، وشَرُفَ في قومه ، وعظُم شأنُه ، ثمّ إنّه حَفَرَ زمزم وهي بئر إسماعيل بن إبراهيم عليه السلام ، التي أسقاه الله تعالى منها ، فدفنتها جرهم (٢).
وقال : وهو أوّل مَنْ تَحنَّثَ بحِرَاء ، فكان إذا دخل شهرُ رمضان صعد حِرَاء ، وأطعم المساكينَ جميع الشهر (٣). وصار عَبْد المطّلب سيّداً عظيم القدر ، مطاع الأمر ، نجيب النسل ، حتّى مرّ به أعرابيُّ وهو جالسٌ في الحِجْرِ ، وحوله بنوهُ كالأُسُدِ ، فقال : «إذا أحَبَّ اللهُ إنْشاءَ دولةٍ ، خلقَ لها أمثال هؤلاء». فأنشأ الله لهم بالنُبُوّة دَولةً خلّدَ بها ذكرهم ، ورفع بها قدرهم ، حتّى سادوا الأنام ، وصاروا الأعلام ، وصار كُلُّ من قَرُب إلى
__________________
ويُروى : (قصيّ أبوكم كان يُدعى مجمّعاً) أُنظر : الروضُ الأُنُف للسهيليّ (١ / ٣٠٥ ـ ٣٠٩) باختلاف.
(١) السيرة الحلبية (١ / ٤) بحار الأنوار (١٥ / ١١٩).
(٢) الكامل في التاريخ (٢ / ١٢).
(٣) الكامل في التاريخ (٢ / ١٥).