رسول الله صلى الله عليه وآله أعظمُ رئاسةً وتنوّهاً ، وأكثر فضلاً وتألّهاً (١).
لكن نَفَسَ آلُ حربٍ هذا المقامَ لآلِ هاشمٍ وأورثوا حقدَهم في أذيالهم ، حتّى قال القائل :
عَبْد شمسٍ قد أضرمت لبني ها |
|
شم ناراً يشيبُ منها الوليدُ |
فابنُ حربٍ للمصطفى وابنُ هندٍ |
|
لعليٍّ وللحسينِ يزيدُ (٢) |
ولمّا تنافَرَ عَبْد المطّلب ، وحربٌ بن أُميّة ، قال الحَكَمُ بينَهما وهو نُفيل ابن عَبْد العُزّى مُخاطباً لِحَربٍ :
أَتُنافرُ رجلاً هو أطولُ منك قامةً ، وأعظمُ منك هامَةً ، وأوسمُ منك وِسامةً , وأقلّ منك لآمةً ، وأكثرُ منك ولداً ، وأجزلُ منك صَفَداً ، وأطولُ منك مِذْوَداً»؟ فنفرهُ عليه (٣).
فقال حربٌ : إنّ من انتكاث الزمان أنْ جعلناك حَكَماً!! (٤).
وهو ابن هاشم :
عمرو ـ ويقال له : عمرُو العُلا ـ الّذي هَشَمَ الثريدَ لقومه في وقت شدِّة المَحْلِ ، فلقّب هاشِماً ، وكنيتُهُ أبو نَضْلة ، ويُدعى : «القَمَر» و«زَاد
__________________
(١) أعلام النبوّة للماوردي (ص ٢٨٣ ـ ٢٨٤) وراجع تاريخ الطبري (٢ / ٢٥١).
(٢) النزاع والتخاصم للمقريزي واقرأ فيه تفاصيل ما بين الطائفتين ، وما لكلّ من الشأن والمقام.
(٣) المنافرة : هي المحاكمة في الحَسَبِ ، وهو من النفور بمعنى البعد والتجافي ، ونفره : يعني غلبه ، ونفر الحَكَمُ أحدهما على الآخر : بمعنى قضى له عليه بالغلبة.
(٤) تاريخ الطبري (٢ / ٢٥٣ ـ ٢٥٤) وراجع : الكامل لابن الأثير (٢ / ١٥).