وبعد مراجعتي لما تيسّرَ لي منها ؛ أفدتُ منها ما لزمَ ، سواءً في المادّة ، أم الأسلوب ، فجزى اللهُ العاملين خير الجزاء.
إنّ الحديثَ عن سيّدنا أبي الفضل عليه السلام واسعُ الجوانب ، لا يمكنُ استيعابُه في كتابٍ واحدٍ ، فهُناكَ الحديثُ عن هويّته الشخصيّة وسماته وسيرته ، وكذا عن عصره والحوادث والشخصيّات المُعاصرة ، وأثر كلّ ذلك في حياته الكريمة ، وعن دوره العظيم في خُصوص واقعة كربلاء الرهيبة ، ويوم عاشوراء الأليمة ، وعن موقعه الكريم في نُفُوس المسلمين العارفين بفضله ، وكذا الوُقوف على ما طارَ صيتُه من الكرامات والآثار التي ظهرت من مرقده الشريف على الأيّام والشهور بل مدى الأعوام والعصور ، ممّا أقرّت به الألسنُ واستيقنتها النُفُوسُ بلا نكيرٍ.
وقد تعدّدت الكتابات حول هذه الأغراض في ما ذكر من المؤلّفات (١). فرأيتُ الالتزام بمنهجٍ خاصٍّ في مراجعة المصادر ، وهو الاعتماد على ما قَدُمَ منها ، وثبتَ عند العلماء القدماء اعتبارُه ، فأثْبَتُّ ما وَرَدَ في مصدرٍ منها ؛ ولو واحدٍ.
ثمّ ما في مصدرين اثنين ممّا تأخّر عنها ، تأكيداً على قوّة ما جاء من حيث الرواية والنقل.
__________________
(١) ويتميّزُ بينها كتابُ : (بَطَلُ العلقميّ) للعلّامة المتتبّع الموسوعيّ الشيخ عبد الواحد المظفّر رحمه الله ، بالتوسّع في أكثر من جانب ، مع المراجعة للمصادر الكثيرة ، وقد أفاد وأجاد في ما أورد ، جزاه الله خيراً وبلّغه رضاه.