وأمّا الأمّهات اللاتي ولدن العبّاس عليه السلام فقد فصّلنا عن والدته أمّ البَنِيْنَ وآبائها حَسَباً ونَسَباً ؛ بما يلزم وما يُناسب المقام ، وعن اختيار الإمام أمير المؤمنين عليه السلام لها زوجةً كريمةً ، وعن أولادها الشهداء ، وموقفها من بِكْرِها العبّاس عليه السلام وليداً وشهيداً.
وكان الحديثُ عن هُويّة العبّاس واسعاً لاشتماله على : اسمه ، وسبب التسمية ، وعن ألقابه وسبب كلٍّ ، وكذلك عن كُناه المتعدّدة.
وخصّ لقبه «السقّاء» بالتفصيل ؛ لما تميّز به بين ألقابه بالشهرة ، فتحدّثتُ عن الماء وسقيه عبر التاريخ ، وعن مواقف بني هاشم المشرّفة في العناية به ، وعن مأساة العطش في كربلاء ، ومواقف العبّاس عليه السلام هُناك في ذلك اليوم العصيب ، حتّى اختصّ بلقب «السقّاء» و«أبي قربة».
كما دخل في هذا الباب الحديث عن إخوة العبّاس عليه السلام الأكابر والأصاغر ، وعن أخواته الطاهرات ، وعن أشقّائه الأربعة ؛ أولاد أمّ البَنِيْن ؛ الشهداء معه في المعركة الحسينيّة.
والبابُ الثاني : سمات العَبّاس عليه السلام الجسديّة :
يحتوي على ما للعبّاس عليه السلام من صفاتٍ ظاهريّةٍ وسماتٍ جسميّةٍ ؛ من الكمال ، والجمال ، ممّا وردتْ به النُصُوص الموثوقة ، وقد كان لها دورٌ في قوّة نِضاله وعظمة مواقفه ، وما للعدوّ اللئيم تجاهَهُ من تصرّفٍ وحشيّ.
والبابُ الثالث : سمات العَبّاس عليه السلام الروحيّة :
وقد اشتمل على استعراضٍ لما وُصِفَ به العبّاس من سماتٍ معنويّةٍ وكمالاتٍ نفسيّةٍ ، ازدانتْ بها كلماتُ الأئمّة عليهم السلام في وصفهم لِعَمّهم العظيم