وفي الزيارات المأثورة عنهم له عليه السلام.
وهي الّتي ظهرتْ منه في مواقفه في النهضة الحسينية الّتي يُعدُّ شخصه الكريمُ من أعمدتها ، بلْ ، من أعظم أركانها مع الإمام الحسين عليه السلام.
والقسم الثاني : سيرةُ العبّاس عليه السلام وفيه الأبواب الثلاثة التالية :
فالبابُ الرابع : سيرةُ العَبّاس عليه السلام في رحاب الأئمّة عليهم السلام :
إنّ الأئمّة المعصومين عليهم السلام همُ الأعرافُ بالعبّاس ؛ كما أنّ العبّاسَ عليه السلام هو العارفُ بهم ؛ لما بين الطرفين من النسب والقرابة ، ومن الارتباط والمداخلة الأسريّة ؛ فهو لم ينفصل عنهم في تاريخه وحياته.
وهم الواقفون على سرّهِ وإعلانه ، لأنّه تربّى فيهم وعاش معهم «وأهلُ البيت أدرى بمَنْ وبما في البيت».
فلا بُدّ أن تكونَ الكلمةُ في حقّه من هؤلاء صادرةً من الأهل واقعةً في أوْلى محلّ.
والعبّاسُ من الشُهداء الأبرار ، الّذين لا يُنسى فضلُهم ـ كما سبق ـ فكيفَ بأبي الفضل؟.
ثمّ إنّ الدورَ الّذي كانَ للعبّاس عليه السلام في السيرة الحُسينيّة العظيمة ، دَلَّ على ما له عليه السلام من المكارم والكمالات ، ما يكفي لتعظيمه وتبجيله ، وهو ما سنقفُ على أبعاده في صفحات هذا الكتاب.
وقد عقدنا هذا الباب لعرض ما أُثِرَ عن الأئمّة عليهم السلام من النُصُوص فيه.
ففي حياة والده الإمام أمير المؤمنين عليه السلام جاء الحديث عن روايته العلمَ عنه ، وعن وُجُوده معهُ في الحُروب ، وموقِعِه عندَ مقتل أبيه ، ودُخُوله