إلاّ أحبّه (١) لحسنه وجماله ، وكان يُشاهد في وجهه نور النَبِيّ صلى الله عليه وآله (٢) ويقال له «مضر الحمراء» لأنّ أباه أورثه الذهب وما أشبهه.
قال الديار بكري : كان مسلماً على ملّة إبراهيم وفيه نورُ رسول الله صلى الله عليه وآله (٣).
ومن كلامه :
«خير الخير أعجلُهُ ، فاحملوا أنفسكم على مكروهها ، واصرفوها عن هواها فيما أفسدها ، فليس بين الصلاح والفساد إلاّ صَبْرَ فَوَاقٍ ـ وهو ما بين الحلبتين ـ» (٤).
وأبوه نِزار :
اسمه «خلدان» (٥) يكنّى «أبا أياد» أو «أبا ربيعة» (٦) وهما ولداه : قال اليعقوبي : كان نِزار بن معدّ سيّد بني أبيه وعظيمهم ، ومقامه بمكّة (٧).
وفي السيرة : إنّ نِزاراً لمّا وُلِدَ ، نَظَرَ أبُوهُ إلى نُور النَبِيّ صلى الله عليه وآله بين عينيْهِ فرح فرحاً شديداً ونَحَرَ وأَطْعَمَ ، وقال : «إنّ هذا كلّه نزْرٌ ـ أي قليلُ ـ في
__________________
(١) إثبات الوصية (ص ٧٤).
(٢) السيرة الدحلانية بهامش السيرة الحلبية (١ / ١٠ ـ ١١).
(٣) تاريخ الخميس (١ / ١٤٨).
(٤) السيرة الدحلانية (١ / ١٣).
(٥) أعلام النبوّة (ص ١١٨).
(٦) تاريخ الطبري (٢ / ٢٧٠).
(٧) تاريخ اليعقوبي (١ / ٢٢٣).