وقيل له : «مدركة» لأنّه أدرك كلّ عزٍّ وفخرٍ كان في آبائه ، وكان فيه نور رسول الله صلى الله عليه وآله (١).
وهو ابن الْياس :
قال اليعقوبي : كان قد شَرُفَ وبان فَضْلُهُ ، وكان أوّلَ من أنكر على بني إسماعيل ما غيّروا من سُنن آبائهم ، وظهرت منه أُمورٌ جميلةٌ ، حتّى رضوا به رِضاً لم يرضوا بأحدٍ من ولد إسماعيل عليه السلام بعد أدد ، فردّهم إلى سنن آبائهم حتّى رجعت سننهم تامّةً على أوّلها. وكان أوّل من أهدى البُدْنَ إلى البيت ، وأوّل من وضع الركن بعد هلاك إبراهيم عليه السلام. فكانت العربُ تعظّم الياسَ تعظيم أهل الحكمة (٢).
وكان يُدعَى : كبير قومه وسيّد عشيرته ، ولا يُقطع أمرٌ ولا يُقضى لهم دونه (٣).
وهو ابن مُضَر :
قال اليعقوبي : وَأَمّا مُضَرُ بن نِزار : فسيّد ولد أبيه ، وكان كريماً حكيماً (٤).
قال المسعودي : إنّما سُمِّي «مُضَراً» لأنّه أخذ بالقلوب ، فلم يَرَهُ أحدٌ
__________________
(١) السيرة الحلبية (١ / ١٦) وانظر سيرة ابن هشام (١ / ٢٣ و ٧٩).
(٢) تاريخ اليعقوبي (١ / ٢٢٧ ـ ٢٢٨).
(٣) تاريخ الخميس (١ / ١٤٩).
(٤) تاريخ اليعقوبي (١ / ٢٢٦).