رسول الله صلى الله عليه وآله تزوّجَها بعد موت خالتها فاطمة (١).
وأمّا من قال : إنّ الإمامَ عليه السلام تزوّج أُمّ البَنِيْنَ بعدَ فاطمة عليها السلام كالطبري الّذي قال عند ذكر فاطمة عليها السلام : ثمّ تزوّج بَعْدُ أُمّ البنين (٢).
فلا يُنافي ما تقدّم ، لأنّ البعدية تصدُق مع تراخٍ بين وفاة فاطمة وبين هذا الزواج. فيما إذا كان مسكن أُمّ البَنِيْنَ مع أهلها في الكوفة ، فلاحظ ما سنذكره عن محلّ ولادة العَبّاس عليه السلام.
الإمام وبني أمّ البنين :
وفي الحديث عن ابن عبّاس ، قال : ذكر التزويج عند أَمِير المُؤْمِنِيْنَ عليه السلام فقال : إنّ من لذّة العيش أنْ ترى في كلّ عامٍ عرساً. فقال له بعض أصحابه : وأنتَ لمْ تفعلْ ذلك! فقال : كيف وعندي أربعٌ؟ قال : أترك واحدةً منهنّ!
فقال : عن أيّتهنّ؟
فعندي أمامةُ بنت أبي العاص ، أوصتني فاطمةُ بتزوّجها بعدها.
وعندي أُمّ البَنِيْنَ ، وهي تأتي في كلّ عامٍ بابنٍ.
وعندي أسماءُ بنت عُمَيسٍ ، كأنّها جامٌ من ذَهَبٍ.
وعندي أمّ حبيب التغلبيّة ، وهي النفسُ الّتي بينَ الجَنْبَينِ (٣).
__________________
(١) مطالب السؤول (١ / ٦٤٧).
(٢) لاحظ تاريخ الطبري (٥ / ١٥٣).
(٣) مكارم أخلاق النبيّ والأئمّة عليهم السلام للراوندي (ص ١٩١) رقم (٢٣٦ / ٧٣).