«ائذنوا له ، وبشّروه بالنار» (١).
وكلام سُفيان يدلّ على وجود روايات عن أُمّ البنين الوحيديّة ، روتها له (سنبلة) ، وأمّا الحديث المذكور فهو من رواية سنبلة نفسها من دون نقل عن أُمّ البنين ، كما هو منطوق ما في كتاب البسوي.
والغريب أنّ السيّد محمّد مهدي الخرسان ، نقل الحديث عن البسوي بقوله : (... عن سنبلة عن مولاتها الوحيدية ...) (٢).
وهذا ما لا وجود له في المصدر المذكور ، كما عرفت.
وقد توهّم البعض اعتماداً على هذا الحديث أنّه يدلّ على وجود أُمّ البنين في وقعة الجمل مع الإمام أمير المؤمنين عليه السلام.
وهم توهّم لا دليل عليه ، ولا دلالة في النصّ المذكور عليه ، حتّى لو صحّ ما في نقل السيّد الخرسان ، لأنّ النصّ ليس فيه كون حضور ابن جُرموز عند الإمام عليه السلام أيّام الجمل ، فليلاحظ.
أُمّ البَنِيْنَ والعبّاس وليداً وشهيداً :
لأُمّ البَنِيْنَ مع العباس موقفان احتفظ بهما التاريخ ، بين المواقف الّتي لابدّ منها بين الأمّهات والأولاد :
__________________
(١) المعرفة والتاريخ (ج ٢ ص ٨١٦) طبع أكرم العمري ، بغداد. وفي طبع خليل منصور (٣ / ١١٢) دار الكتب العلمية ـ بيروت. وعن البسوي في تاريخ دمشق (١٨ / ٤٢٢) وفيه تصحيف كثير.
(٢) موسوعة عبد الله بن عبّاس (٣ / ١٥٤) وفسّر في الهامش (مولاتها الوحيدية) بأنّها أُمّ البنين عليها السلام.