أحدهما : مع العبّاس وليداً :
قال ابن حبيب : قالت أُمّ البَنِيْنَ الوحيديّة تزفن ابنها العبّاس بن عليّ بن أبي طالب عليهما السلام :
أعيذُهُ بِالواحِدِ |
|
من عينِ كُلِ حاسِدِ |
قائِمِهِمْ والقاعِدِ |
|
مُسْلِمِهِمْ والجاحِدِ |
صادِرِهِمْ والواردِ |
|
مولُودِهِمْ والوالِدِ (١) |
والآخر : مع العبّاس شهيداً :
وسنذكر ما كانت تندب في رثاء أولادها وتخصّ العبّاس بالرثاء الشجيّ في الحديث عن مقتله عليه السلام.
فكان العَبّاسُ عليه السلام من جهة أمّهِ مخْوِلاً ، كما كان من قبلُ مُعِمّاً.
وقد نطقَ بحقٍّ الشاعرُ السلميّ ، حيثُ عناهُ بقوله :
الله أيّ مُذَبِّبٍ عن حُرْمةٍ |
|
أعني ابن فاطمةَ المُعِمَّ الُمخْوِلا |
وكذا دخلَ العبّاسُ في أهل البيت الّذين ذكرهم «كُثّيِّرٌ الخُزاعيُّ المُلَيْحِيُّ» (٢) في شعره :
لَعَنَ اللهُ من يَسُبُّ عليّاً |
|
وحُسَيْنا من سُوْقَةٍ وإمامِ |
أَتَسُبُّ المُطيَّبينَ جُدوداً |
|
والكَرِيمي الأخْوالِ والأعْمامِ |
يأمنُ الظبيُ والحَمامُ ولا يأْ |
|
مَنُ آلُ الرسولِ عندَ المَقامِ |
__________________
(١) المنمق لابن حبيب البغدادي (ص ٣٥١) ونقله المقرم في العباس (ص ٣٤).
(٢) نسب قريش للزبيري (١ / ٢٢) ولم يورد البيتين الأول والثاني ، وسمى الشاعر : كثير بن كثير ابن أبي وداع السهمي ، ولمعرفة الشاعر راجع كتاب بطل العلقمي (١ / ١ ـ ٢٥٢).