اسمُهُ وأَلقابُهُ وكُناهُ
فاسمهُ : العَبّاسُ
«الأسماءُ» في أيّة حضارةٍ تكشف عن اتّجاهاتٍ خاصّة عند شعوبها ، في عقليّتها وفي نفسيّتها ، وقد حاولَ الإسلامُ منذُ استتبابه في المدينة ، الاهتمامَ بهذا الأمر ، فكانَ النَّبِيّ صلى الله عليه وآله يُؤكّدُ تَوْجيهاتِهِ على تَحْسينِ الأسماء ، والإضفاء على المسمّيات بما يُوحي الجمال والكمال ويُلْهِمُ السَّعادَةَ والتَفَاؤل بالخير ، وخصُوصاً في أسماء الناس ، سواءً من المواليد الجُدُدِ ، أم الكبار الّذين تسمَّوْا بأسماء سابقة غير لائقة.
وقد كان العربُ «يُسَمُّونَ أولادَهُم بشَرِّ الأسماء نحو : كلب ، وفهد ، وجرو ، وَيُسَمُّونَ عَبِيدهم بأحسن الأسماء ، نحو : مرزوق ، ورِباح ، قالوا : «إنّا نُسمّي أبناءنا لأعدائنا ، وعَبِيدنا لأنفُسنا» (١).
وبعد استقرار الحضارة الإسلاميّة بَدَأَ الرسولُ صلى الله عليه وآله بتغيير الأسماء السخيفة والقبيحة ، إلى الأسماء الحسنة والجميلة ، وركَّزَ على الأسماء الدالّة على الشرك وتعظيم الأصنام والسخافات الدينية لدى أهل الباطل ،
__________________
(١) تاريخ الخميس (١ / ١٥٣) نسب هذا إلى أبي الأقيش الأعرابي ، في حياة الحيوان للدميري ، في مادة (كلب) ونقله العاصميّ في (سمط النجوم العوالي) (١ / ٢٠١) وانظر : (المحاضرات في الأدب واللغة) للبُوسيّ المغربيّ.