فكان يُغَيِّرُها إلى ما يدلّ على عبودية الله ووحدانيّته فقال صلى الله عليه وآله : «أحَبُّ الأسماء إلى الله ما عبّد وحمّد» (١).
كما جعل من حقوق الولد على والده : «... أن يُحَسِّنَ اسْمَهُ ...» (٢).
ومن أهداف الناس في تسمية أولادهم ، هو تخليد ذكر أسلافهم ، إذ لا ريبَ في أنّ في تسمية الأعقاب بأسماء الأسلاف من أعلام الأُسر تذكيراً بهم وتخليداً لمآثرهم.
وقد كان الإمام أَمِيْر المُؤْمِنِيْنَ عليه السلام ذا عنايةٍ فائقةٍ وإصرار أكيدٍ على تسمية أولاده بأسماء أفرادٍ أعزّاء من سلفه المجيد ، فحرص على تسمية ابْنَيْهِ الحسن والحسين عليهما السلام باسم عمّه «حمزة» وأخيه «جعفر» ولمّا وُلِدا سمّاهما كذلك ، قال :
«فدعاني رَسُوْلُ اللهِ صلى الله عليه وآله فقال : إنّي أُمرتُ أنْ أُغيّر اسم هذين.
فقلت : الله ورسوله أعلم. فسمّاهما «حَسَناً وحُسيناً» (٣).
وإن كان للوحي مَدْخَلٌ في تسمية أولاده عليه السلام من سيّدة النساء فاطمة الزهراء عليها السلام فسمّاهم الرسول بأمرٍ من وحي السماء «حسَناً ، وحُسيناً ، ومُحَسِّناً» (٤) فإنّ عليّاً حَقّقَ مُبتغاه وأُمنيته في تسمية أولاده من غير
__________________
(١) كشف الخفا للعجلوني (١ / ٥١). وانظر : حاشية ردّ المحتار (٦ / ٧٣٨).
(٢) شعب الإيمان للبيهقي (٦ / ٤٠٠) رقم ٨٦٥٨ ، وانظر : مجمع الزوائد (٨ / ٤٧) وكنز العمال (١٦ / ٤١٧) رقم ٤٥١٩١ والوافي للفيض الكاشاني (٢٦ / ١٨١).
(٣) الأمالي الاثنينية (ص ٥١٠).
(٤) إنّ بني أُميّة ـ ومنهم بنو حرب بن أُميّة ـ حاولوا تحريف هذا الهدف السامي الّذي أراده