فاطمة عليها السلام.
وقد أعلن الإمام أمير المؤمنين عليه السلام عن هذا الهدف السامي ، في ما رواه أبو سعيد الخُدْري عنه ، قال :
«وقد سمّيتُ بعبّاسٍ عمّ رسول الله صلى الله عليه وآله وقد سمّيتُ بخير البريّة محمّد صلى الله عليه وآله» (١).
وأَجْدرِ بعليٍّ المرتضى أن يُحييَ ذكرَ أعمامِه وإخوته ، في تسمية أولاده ، لما يحملونه من شرفٍ ومجدٍ وشجاعةٍ وكرمٍ ، وطيب ذكرٍ ؛ كي تستمرّ تلك المعاني الرفيعة في الأبناء ، فسمّى باسم ابن عمّه وأخيه المُصطفى رسول الله «محمّد صلى الله عليه وآله» وبإذنٍ منه (٢).
وسمّى باسم عمّه «عَبْد الله» والد النَبِيّ الأكرم ، وحامل نُوره.
وباسم «العَبّاس» عمّه ، وباسم أخيه «جعفر» ذي الجناحين (٣).
__________________
الإمام أمِيْر المُؤْمِنِيْنَ عليه السلام فنسبوا إليه في أحاديث مفتعلة أنه أراد أن يُسمّيَ كلاً من أولاده الثلاثة باسم «حَرْبٍ» لكنّ الرسول صلى الله عليه وآله غيّر أسماءهم.
ولهذا التحريف ـ كسائر تحريفات بني أُميّة ـ أهداف سياسية :
إمّا بإظهار هذا الاسم ـ يعني : حَرْب ـ بمظهر الأسماء المرغوب فيها من أسماء أسلافهم ، غفلةً منهم عمّا فيه من الدلالة على الوحشة والكراهية والدمار.
أو بإظهار رغبة الإمام في هذه الأُمور ، وهذا ـ أيضاً ـ يقدح بهم لتسمية جدّهم به.
ومهما يكن فقد بحث السيّد محمّد مهدي الخِرْسان حول هذه الأحاديث وأبطلها سنداً ودلالة في كتابه «المُحسن السبط» (ص ١٧ ـ ٨٣) تمام الباب الأوّل.
(١) الأمالي الاثنينيّة (ص ٥١٥).
(٢) وهو «محمّد ابن الحنفية» راجع بحثنا حول الكنية المنشور في مجلّة «تُراثنا» العدد (١٧).
(٣) وقد يتعلّل بعضُ الناس بتسمية بعض أولاد الأئمّة عليهم السلام بأسماء من قبيل (عُثمان