__________________
وعُمر وأبي بكر) للقول بأنّ ذلك يُعارض ما يلتزم به الشيعة من تجاوز السلف أصحاب هذه الأسماء على حقوق أهل البيت عليهم السلام!؟.
وهذا التعلّل باطلٌ ، للوجوه التالية :
فأوّلاً : لا دليل على أنّ الأئِمّة عليهم السلام أنفسهم سَمَّوا الأولادَ بهذه الأسماء.
وثانياً : أنّ تلك الأسماء كانت موجودةً في العرب يتعارف تداولها قبل الخلفاء من دون أن يكون في التسمية بها حزازة.
وثالثاً : يمكن أن يكون السببُ في تسميّتهم أنّ أمّهات هؤلاء كنَّ من عامّة الناس ، فلمّا كُنّ يَلِدْنَ عندَ أَهْلِهِنّ ، وذلك من المتعارف عند الناس ، كما جاء في تاريخ الطبري ، في ذكر «هاشم جدّ النبي صلى الله عليه وآله ، وزواجه من سلمى بنت زيد من بني النجّار» حيث قال : فخطبها إلى أبيها ، فأنكحه إيّاها ، وشرط عليه أن لا تلد ولداً إلاّ في أهلها ـ تاريخ الطبري (٢ / ٢٤٧) ـ فلا بدّ أنّ الأُمّهات كنّ يُسمّين المولودين بما يشاؤون من الأسماء المتداولة عندهم ، ولم يُحاول الأَئِمّةُ عليهم السلام تغيير الأسماء لِما في ذلك من الإثارة لمن يحترمونها ، وَهُوَ أمرٌ غيرُ مرغوبٍ فيه ، فكانت الأسماءُ تلك تبقى على الأولاد.
ويشهد على أنّ الأُمّهات كُنّ يُسمّين أولادَهنّ ، قولُ الإمام أمير المؤمنين عليه السلام في مواجهته لمرحب اليهوديّ : «أنا الّذي سمّتني أمّي حيدرة» رواه المجلسي في بحار الأنوار (٣١ / ٤ ـ ١٨) باب ٣٣ ، وهو في طبقات ابن سعد (٢ / ٨٥) والاستيعاب (١ / ٢٣٨) والروض الأنف (٤ / ٨٠) والسيرة النبويّة لابن كثير (٣ / ٣٤٠ و ٣٤٢).
وكذلك الإمام الحسين السبط الشهيد ، قال للحرّ الرياحي الشهيد في كربلاء : «أنت الحُرُّ كما سمّتك أُمُّك أنتَ الحُرُّ إن شاء الله في الدنيا والآخرة» تاريخ الطبري (٥ / ٤٢٨).
وانظر عن تسمية الأمّهات : وفيات الأعيان (٢ / ٥١) وكذا الوافي بالوفيات (١١ / ٢٣٨) رقم ٣٠٩٨ عن قول الحجاج وتسمية أمه له : كليب ، وسير أعلام النبلاء (٤ / ٣٢٨) وكذا تهذيب الكمال (١٠ / ٣٦٨) عن سعيد بن جبير ، وفيه (١١ / ١٧٦) عن الفزاري ، وانظر : تاريخ دمشق (٩ / ٤٢٤) و(٤٨ / ١١٩) وموارد أخرى كثيرة. ويظهر أنّ ذلك كان في الأمم السابقة أيضاً ، كما نقلوه عن تسمية «شمعون» لاحظ : النكت والعيون (تفسير الماوردي) (١ / ٣١٤) وتفسير : التبيان للشيخ الطوسي (٢ / ٢٨٨).
وقد ألّف بعض الأعلام حول هذا الأمر رسائل ، للردّ على من تشبّثَ بهذه التسميات لأهليّة