عندما يترجم لواحدٍ منهم يحاول الاختزال والاختصار ، فلا تتجاوز ترجمته له الأسطر القلائل ، وكذلك حاله مع كلّ من يخالفه في العقيدة ، كما ذكر تلميذه السبكي ـ كما سيأتي ـ إلاّ أنّك لا تجد بترجمة واحدٍ منهم شيئاً ممّا يخلُّ بالعدالة ..
فمثلاً يقول : «الكليني : شيخ الشيعة وعالم الإمامية ، صاحب التصانيف ، أبو جعفر محمّـد بن يعقوب الرازي الكليني ـ بنون ـ. روى عنه : أحمد بن إبراهيم الصيمري وغيره. وكان ببغداد ، وبها توفّي ، وقبره مشهور. مات سنة ٣٢٨. وهو بضمّ الكاف وإمالة اللام. قيّده الأمين» (١).
ويقول : «المرتضى : العلاّمة الشريف المرتضى ، نقيب العلوية ، أبو طالب ، علي بن حسين بن موسى ، القرشي العلوي الحسيني الموسوي البغدادي. من وُلد موسى الكاظم. ولد سنة ٣٥٥ ، وحدّث عن : سهل بن أحمد الديباجي وأبي عبـدالله المرزباني وغيرهما. قال الخطيب : كتبت عنه. قلت : هو جامع كتاب نهج البلاغة المنسوبة ألفاظه إلى الإمام عليّ رضي الله عنه ، ولا أسانيد لذلك وبعضها باطل وفيه حقّ ، ولكن فيه موضوعات حاشا الإمام من النطق بها ، ولكنْ أين المنصف؟ وقيل : بل جمع أخيه الشريف الرضي (٢).
__________________
الذهبي ، المطبوع في ٢٣ مجلداً.
وهو كتاب يحتوي على بحوث عقائديّة ، تاريخية ، رجاليّة ، ويشتمل على قضايا ونوادر وحكايات ، من أحوال الصحابة والتابعين والعلماء من مختلف الطبقات ، نسأل الله تعالى أن يهيّئ أسباب نشره.
(١) سير أعلام النبلاء ١٥ / ٢٨٠ رقم ١٢٥.
(٢) وهذا هو الصحيح ، والكلام في ثبوت ما في «نهج البلاغة» عن أمير المؤمنين عليه السلام في موضعه.