التوفيق.
وأمّا الكبرى ، فهي موضوع المراجعة الآتية.
وقد أشار السـيّد رحمه الله في هذا المقام إشارةً إجماليّةً إلى أحوال العلماء الأبرار ورواة الأخبار والآثار من الشيعة الإمامية ، في العلم والزهد والضبط والأمانة والورع والاحتياط ، وأنّ الّذين تكلّموا في علماء الإمامية كانوا جاهلين بأحوالهم ... فأقول :
نعم ، قد تكلّم بعض الجاهلين أو المتعصّبين في علماء الإمامية ، وربّما اتّهم الكليني والصدوق والمفيد والطوسي ، وأمثالهم من أكابر شيوخ الإماميّة ، ولكنّ أكثر المؤرّخين من أهل السُـنّة ، يترجمون هؤلاء الأعلام في كتبهم الرجالية والتاريخيّة ، ولا نجد منهم أيّ اتّهام لهم بالكذب أو بشيء من الموبقات الموجـبة لدخول النار ، في حين أنّهم لمّـا يترجمون لعلماء السُـنّة يذكرون كثيراً من الكبائر والموبقات الفظيعة ، ممّا يدلّ على براءة علماء الإماميّة ونزاهتهم عن ذلك ، وإلاّ لذكروا عنهم ما ذكروا عن علماء طائفتهم ...
هذا ، ومن المناسب التوسّع في هذا المطلب ، بمراجعة كتاب سير أعلام النبلاء للحافظ الذهبي ، فإنّه موسوعة رجالية تاريخية ضخمة ، شملت تراجم المئات من الشخصيات الإسلاميّة وأعلام الأمّة في مختلف العلوم وشتّى الطبقات ، حتّى القرن الثامن من الهجرة.
فالذهبي (١) ، وإنْ لم يذكر من أعلام الإمامية إلاّ عدداً ضئيلاً ، وهو
________________
(١) هذا الفصل ملخّص من أحد موضوعات كتابنا الانتقاء من سير أعلام النبلاء للحافظ