٢ ـ اعتماد العلماء على الكتاب :
ممّا يدلّ على عظمة الكتاب وغاية اعتباره ، أنّهم نقلوا أحاديث سُليم في كتبهم ومرويّاتهم منذ القرن الأوّل إلى يومنا هذا ، في سلسلة مترابطة لم تنقطع في عصر من العصور ، ممّا يكشف عن اعتمادهم عليه.
وتبدأ هذه السلسلة بمن أيّد كتاب سُليم من الصحابة والتابعين في عصر المؤلّف ، مثل سلمان وأبي ذرّ والمقداد ، ونظرائهم.
ولقد عرض أبان ـ بعد سُـليم ـ الكـتابَ على أبي الطفيل وعمر بن أبي سلمة والحسن البصري ، وقرأوا جميع الكتاب وصدَّقوه بأجمعه.
ويكفي في ذلك أن نلاحظ رواة كتاب سُليم وأحاديثه ، فإنّ أكثرهم من المشايخ الثقات ، كعمر بن أُذينة ، وحمّاد بن عيسى ، وعثمان بن عيسى ، ومحمّـد بن إسماعيل بن بزيع ، والفضل بن شاذان ، ومحمّد بن أبي عمير ، وابن أبي جيّد ، ويعقوب بن يزيد ، وعبـدالله بن جعفر الحميري ، ومحمّـد بن همّام بن سهيل ، وهارون بن موسى التلعكبري ، ومحمّـد بن الحسين بن أبي الخطاب ، وأحمد بن محمّـد بن عيسى ، والحسين بن سعيد ، والخزّاز القمّي ، وابن الوليد ، وابن الغضائري ، وغيرهم من أعاظم المحدّثين.
ثمّ يصل الدور إلى المؤلّفين ، كابن الجحام ، وفرات بن إبراهيم ، والصفّار ، والكليني ، والنعماني ، والصدوق ، والمفيد ، والسيّد المرتضى ، والكراجكي ، والشيخ الطوسي ، والطبرسيَّين ، وابن شهرآشوب.
ثمّ إلى من بعدهم من المؤلّفين ، كالعلاّمة ، والمحقّق ، والشهيد ، والقاضي التستري ، والشيخ البهائي ، والشيخ الحرّ العاملي ، والمجلسيَّين ،