سادساً : إنّ الأسانيد في مرويّات بعضهم تتّحد مع أسانيد المرويّات عن سُليم في كتب الآخرين ، كما إنّ عدّةً من الأسانيد التي ذكروها تنطبق تماماً على الأسانيد الموجودة في مفتتح نسخ كتاب سُليم الموجودة في زماننا ، وهذا يرشدنا إلى أنّ تلك الأسانيد كلّها إلى كتاب سُليم ، لا إلى نفس سُليم بعنوانه راوياً لذلك الحديث.
سابعاً : إنّ بعضهم أورد مفتتح كتاب سُليم الذي يتضمّن قصّة مناولة سُليم كتابه لأبان بن أبي عيّـاش وقراءته عليه ، ومناولة أبان لعمر بن أُذينة وقراءته عليه ، وبيان المسير التاريخي للكتاب ، وهذا يدلّ على رؤيتهم للكتاب ونقلهم عنه.
ثامناً : إنّ ما ذكروه من الأسانيد تطابق في الطبقة الثالثة أو الرابعة أو الخامسة ما في مفتتح النسخ الموجودة لكتاب سُليم ، وهذا من أكبر القرائن على وجود نسخ عندهم مطابقة للنسخ الموجودة اليوم ، فإنّ جميع أسانيد الشيخ الطوسي والصدوق والكليني تنتهي إلى ابن أبي عمير ، أو إلى أحمد ابن محمّـد بن عيسى ، أو إلى حمّاد بن عيسى ، أو يعقوب بن يزيد ، أو محمّـد بن الحسن بن الوليد.
تاسعاً : إنّ بعض الناقلين لأحاديث سُليم لم يذكروا السند ، بل رفعوا الحديث إلى سُليم ، مع إنّهم يذكرون الإسناد إلى غيره عندما ينقلون عنه ؛ وهذا يرجّح أنّهم نقلوا عن كتابه ، وهؤلاء مثل الحسين بن سعيد في كتاب البهار ، وابن شهرآشوب في المناقب ، والطبرسي في الاحتجاج ، وشاذان في الفضائل ، والرازي في نزهة الكرام.
عاشراً : ممّا يدلّ على اعتمادهم على كتاب سُليم أنّ عدّة من أعاظم الفقهاء استشهدوا بأحاديث سُليم ، وأسندوا إليها فتاواهم في الأحكام