الشرعية (١) ، ولا يخفى مستوى الدقّة والاحتياط الشديد التي يلتزم به فقهاؤنا في مقام الإفتاء ، وهذا يدلّ على اعتمادهم عليه في تلك الأُمور الدقيقـة.
هـذا ، وهناك قرائن أُخرى تدلّ على المقصود ، وذلك بالتدبّر والتدقيق في كيفية نقلهم لحديث سُليم ، والمقارنة بين المتون والأسانيد وملاحظة مدى توافقها.
ويمكننا أن نجمع القرائن المذكورة في كلمة واحدة ، فنقول :
إنّ أحاديث كتاب سُليم نُقلت بصورة مجموعة ، ولم يكن سُليم من المشتهرين بنقل الأحاديث المفردة ، حتّى تُنقل أحاديثه بصورة متفرّقة ، وبعد إضافة القرائن المذكورة يُعلم أنّ كلّ ما نُقل عن سُليم فهو منقول عن كـتابه.
وذلك بملاحظة أسانيد الروايات المنقولة عن سُليم واتّحادها في أكثر الطبقات ، وتماثلها في كثير من الكتب ، وبالنظر إلى وجود أكثر تلك الأحاديث المنقولة في كتبهم في نسخ كتاب سُليم.
بذلك كلّه يستكشف وجود نسخ معتبرة من كتاب سُليم عندهم ، اعتمدوا عليها ونقلوا عنها أحاديثه ، بالأسانيد الموجودة في صدر نسخهم.
هـذا ، وقد صرّح عدّة من الأعاظم بأنّ رواية القدماء عن كتاب سُليم
___________
(١) مختلف الشيعة ٢ / ٣٤ ، منتهى المطلب ١ / ٥٥١ ، المعتبر : ٤ و ٢٩٥ ، مجمع الفـائـدة والبـرهـان ١ / ٢٧٤ ، كـشـف اللـثام ١ / ١٢٢ ، الـدرر النجـفية : ٨٤ و ٢٨١ و ٢٨٧ ، مسـتند الشـيعة ٢ / ٨٤ ، الرسـائل ـ للشـيـخ الأنصـاري ـ : ٣٦ ، الخـمـس ـ للشيخ الأنصاري ـ : أواسط الكتاب.