وداود الأصبهاني إلى يحيى بن أكثم ، ومعنا عشرة مسائل ، فأجاب في خمسةٍ منها أحسن جواب ، ودخل غلام مليح ، فلمّا رآه اضطرب ، فلم يقدر يجيء ولا يذهب في مسألةٍ. فقال داود : قم ، اختلط الرجل» (١).
وبترجمة (الخطيب البغدادي) الذي أطنب وأسهب الذهبي ترجمته بعد أن وصفه بـ «الإمام الأوحد ، العلاّمة المفتي ، الحافظ الناقد ، محدّث الوقت ... خاتمة الحفّاظ» ونحو ذلك من الألقاب ، وبعد أن أورد كلمات الأئمّة في مدحه ، قال : «كان سبب خروج الخطيب من دمشق إلى صور أنّه كان يختلف إليه صبي مليح ، فتكلّم الناس في ذلك» (٢).
وبترجمة (ابن الأنماطي) وهو : «الشيخ العالم الحافظ ، المجوّد البارع ، مفيد الشام ، تقي الدين أبو الطاهر إسماعيل بن عبـدالله» عن ابن الحاجب : «وكان يُنبَز بالشرّ ، سألت الحافظ الضياء عنه فقال : حافظ ثقة مفيد إلاّ أنّه كثير الدعابة مع المُرد» (٣).
وجاء بترجمة الحافظ أبي بكر أحمد بن إسحاق (الصِبغي) : «قال الحاكم : وسمعت أبا بكر ابن إسحاق يقول : خرجنا من مجلس إبراهيم الحربي ومعنا رجل كثير المجون ، فرأى أمرد ، فتقدّم فقال : السلام عليك ، وصافحه وقبَّل عينيه وخدّه ، ثمّ قال : حدّثنا الدَبَري بصنعاء بإسناده ، قال : قال رسول الله : إذا أحبّ أحدكم أخاه فليعلمه. فقلت له : ألا تستحي؟! تلوط وتكذب في الحديث!! يعني : أنّه ركّب إسناداً للمتن» (٤).
___________
(١) سير أعلام النبلاء ١٢ / ١٠.
(٢) سير أعلام النبلاء ١٨ / ٢٨١.
(٣) سير أعلام النبلاء ٢٢ / ١٧٤.
(٤) سير أعلام النبلاء ١٥ / ٤٨٧.