ابن محمّـد ... من مشاهير الصوفية»!! حدّث عنه : ابن عساكر والسمعاني وابن الجوزي وآخرون ، «قال السمعاني : كان منهمكاً في الشرب ، سامحه الله .. وقال ابن الجوزي : ينسبونه إلى التسمّح في دينه» (١).
أقـول :
ومثل هذه القضايا في تراجمهم كثير ، وهم حفّاظ ، أئمّة ، يقتدون بهم ... وقد جاء بترجمة «الإمام!! القدوة!! العابد!! الواعظ!! محمّـد بن يحيى الزبيدي ، نزيل بغداد» عن السمعاني : «سمعت جماعةً يحكون عنه أشياء السكوت عنها أَوْلى. وقيل : كان يذهب إلى مذهب السالمية ، ويقول : ... إنّ الشارب والزاني لا يلام ، لأنّه يفعل بقضاء الله وقدره» (٢).
فهذا مذهب القوم ، وهذه أعمالهم ...
وجاء بترجمة «الشيخ المعمَّر المحدّث!!» (أحمد بن الفرج الحجازي) من مشايخ : النسائي وابن جرير وابن أبي حاتم وغيرهم من الأئمّة ، عن محمّـد بن عوف : «هو كذّاب!! رأيته في سوق الرستن وهو يشرب مع مُردان وهو يتقيّأ!! وأنا مشرفٌ عليه من كوّة بيتٍ كانت لي فيه تجارة سنة ٢١٩ ...» (٣).
فاجتمع عنده : الشرب! والكذب! والعبث بالمردان!!
وكان العبث بالمردان من أفعال غير واحدٍ من أعلام القوم ، فقد جاء بترجمة قاضي القضاة!! (يحيى بن أكثم) : «قال فضلك الرازي : مضيت أنا
___________
(١) سير أعلام النبلاء ٢٠ / ٥٧ رقم ٣٤.
(٢) سير أعلام النبلاء ٢٠ / ٣١٨.
(٣) سير أعلام النبلاء ١٢ / ٥٨٥.