اللفظ) بنحو يجعله شاملاً لجميع أفراده.
وأمّا أبو بكر الزبيدي (ت ٣٧٩ هـ) فقد عبّر عن التوكيد بالنعت ، وقسّمه إلى نعت إحاطة ونعت تخصيص ، وقال : «ونعوت الإحاطة : أجمع وجمعاء ... وكلّهم وكلّهنّ وكلاهما وكلتاهما ... ونعوت التخصيص هي : نفسه ونفسها وأنفسهما وأنفسهم وأنفسهنّ» (١).
وواضح أنّ هذه قسمة لخصوص التوكيد المعنوي.
وعبّر الزمخشري (ت ٥٣٨ هـ) عن التوكيد اللفظي بالتوكيد الصريح ، وعن المعنوي بالتوكيد غير الصريح (٢).
ولعلّ ابن يعيش (ت ٦٤٣ هـ) أوّل من قسّم التوكيد إلى لفظيّ ومعنوي ، وأنّ «اللفظيّ يكون بتكرير اللفظ ، وذلك نحو قولك : ضربتُ زيداً زيداً ... وأمّا التأكيد المعنوي فيكون بتكرير المعنى دون لفظه ، نحو قولك : رأيت زيداً نفسَه ، ومررت بكم كلّكم» (٣).
*حدّ التوكيد :
وأمّا الحدّ الاصطلاحي للتوكيد ، فأقدم ما وجدته منه لابن جنّي (ت ٣٧٩ هـ) ، وهو : «لفظ يتبع الاسمَ المؤكَّد لرفع اللبس وإزالة الاتّساع» (٤).
ومراده : أنّه يتبعه في الإعراب ، والظاهر من قوله : (يتبع الاسم المؤكد ... إلى آخره) أنّه ناظر إلى تعريف خصوص التوكيد المعنوي دون
___________
(١) الواضح في علم العربية ، أبو بكر الزبيدي ، تحقيق أمين علي السـيّد : ٢٦ ـ ٢٧.
(٢) المفصّل في علم العربية ، جار الله الزمخشري : ١١١.
(٣) شرح المفصّل ، ابن يعيش ٣ / ٣٩ ـ ٤٠.
(٤) اللمع في العربية ، ابن جنّي ، تحقيق فائز فارس : ٨٤.