تقويته بموافقه معنىً ... فالأوّل يكون في الاسم والفعل والحرف والمركّب غير الجملة والجملة ، نحو : جاءَ زيدٌ زيدٌ ... وقامَ قامَ زيدٌ ، ونَعَم نَعَم ، وكقوله : فحتّامَ حتّامَ العناءُ المطوّلُ ، والجملة كقولكَ : أُدرجي أُدرجي ... والثاني كقوله : أنتَ بالخيرِ حقيق قَمِنٌ» (١).
وأخذ بهذا الحدّ أيضاً كلّ من الفاكهي (٢) والمكودي (ت ١٠٨ هـ) ، إلاّ أنّ هذا الأخير اختزله بقوله : «إعادة اللفظ بموافقه» ولم يحصر الموافقة بكونها في المعنى ؛ «لأنّ الموافقة تارة تكون باللفظ والمعنى نحو : أُدرجي أُدرجي ، وأُخرى بالمعنى دون اللفظ نحو : أنت بالحقّ جدير قَمِنٌ» (٣).
وأمّا ابن عقيل (ت ٧٦٩ هـ) فقد حدّ التوكيد بمعناه المصدري أيضاً ، فقال : «هو تكرار اللفظ الأوّل» (٤) ، وعقّب عليه الخضري في حاشـيته بأنّ تكرار اللفظ الأوّل يكون «أمّا بعينه كما مثّلَه ، ولا يضّر فيه بعضُ تغيير نحو : (فمهِّل الكافرين أمهلهم) (٥) ... أو بمرادفه كقوله : أنت بالخيرِ حقيقٌ قَمِنٌ» (٦).
وأمّا ابن هشام (ت ٧٦١ هـ) فإنّه حدّ التوكيد بأنّه : «اللفظ المكرّر به ما قبله» (٧) ، وهو حدّ للتوكيد بوصفه تابعاً ؛ لأنّه «مبنيّ على أنّ المراد به :
___________
(١) شرح الأشموني على الألفية ٢ / ٤٠٨.
(٢) شرح الحدود النحوية : ١٨٣.
(٣) شرح المكودي على ألفيّة ابن مالك : ١٢٤.
(٤) شرح ابن عقيل على الألفيّة ، تحقيق محمّـد محيي الدين عبـد المجيد ٢ / ٢١٤.
(٥) سورة الطارق ٨٦ : ١٧.
(٦) حاشية الخضري على شرح ابن عقيل ، ضبط وتصحيح محمّـد البقاعي ٢ / ٦١٤.
(٧) أوضح المسالك إلى ألفيّة ابن مالك ، ابن هشام ، تحقيق محمّـد محيي الدين عبـدالحميد ٣ / ٢٤.