قوله : يا زيدُ زيداً» (١).
وفـي معـرضِ التعريـف بالمعـنى الاصـطلاحي لعطف البـيان قال ابـن السرّاج (ت ٣١٦ هـ) : «عطف البيان كالنعت والتأكيد في إعرابهما وتقديرهما ، وهو مبيّن لِما تجريه عليه كما يبيّنان ، وإنّما سمّي عطفَ البيان ولم يُقَل نعتٌ ؛ لأنّه غير مشتقّ من فعل ، ولا هو تحلية ، ولا ضرب من ضـروب الصفات ... وهو مفرّق بين الاسم الذي يجري عليه وبين ما له مثلُ اسمه ، نحو : رأيتُ زيداً أبا عمرٍو» (٢).
وعرّفه أبو عليّ الفارسي (ت ٣٧٧ هـ) بقوله : «عطف البيان أن يجري الاسم الذي ليس بحليةٍ ولا فعلٍ ولا نسب على الاسم الذي قبله ، فيبيّنه كما تبـيّنُ هذه الأشـياءُ التي هي صفـات ما تجـري عليه ، وذلك نحـو : رأيتُ أبا عبـدالله زيداً» (٣).
وحدّه ابن جنّي (ت ٣٩٣ هـ) بقوله : عطفُ البيان «أن تقيم الأسماءَ الصريحة غير المأخوذة من الفعل مقام الأوصاف المأخوذة من الفعل ، تقول : قامَ أخوك محمّـدٌ» (٤).
وهو حدّ لعطف البيان بمعناه المصدري بوصفه عملاً يمارسـه المتكلّم ، ومراده بالأسماء الصريحة : الأسماءُ الجامدة غير المشـتقّة ، تحرّزاً من دخول النعت في الحدّ.
___________
أن يكون للأوّل به زيادة وضوح ، وتكرير اللفظ لا يتوصّل به إلى ذلك». همع الهوامع ، السيوطي ، تحقيق عبـد السلام هارون ٥ / ١٩٠.
(١) الكتاب ٢ / ١٨٥ ـ ١٨٦.
(٢) الأُصول في النحو ، ابن السرّاج ، تحقيق عبـد الحسين الفتلي ٢ / ٤٥.
(٣) الإيضاح العضدي ، أبو علي الفارسي ، تحقيق حسن الشاذلي فرهود : ٢٨١.
(٤) اللمع في العربية ، ابن جنّي ، تحقيق فائز فارس : ٩٠.