وحدّه ابن برهان العكبري (ت ٤٥٦ هـ) قائلاً : «عطف البيان يتعلّق بالاسم تعلّق الصفة ، ويفارق الصفة بأنّه غير مشتقّ ، فإذا كان الاسم مشتقّاً أو في معنى المشـتقّ سمّاه النحويّون صفةً ، وإذا كان جوهراً غير مشتقّ سـمّوه عطف بيان» (١).
وقال ابن بابَشاذ (ت ٤٦٩ هـ) : إنّه ما «يجري مجرى النعت ، إلاّ إنّه يكون بغير المشـتقّ» (٢).
وهو بنفس مضمون حدّ ابن برهان ، لكنّه أخصر منه.
والملاحظ إلى الآن أنّ اهتمام النحاة منصبّ على الاحتراز عن دخول النعت في حدّ عطف البيان ، دون الالتفات إلى إخراج بقيّة التوابع كالبدل في نحو : جاءَني أخوك زيدٌ ، فإنّ زيداً يصحّ إعرابه بدلَ كلّ من أخيك ، كما يصحّ إعرابه عطف بيان.
وأمّا الجرجاني (ت ٤٧١ هـ) فقد حدّه بقوله : عطف البيان «هو الاسم الذي يكون الشيء به أعرف ، فيبيَّنُ به غيره ، كقولك : مررتُ بأخيكَ زيدٍ ، بيّنتَ الأخ بزيدٍ ، و [مررتُ] بزيدٍ أبي عبـدالله ، إذا كان معروفاً بكنيته ، وبأبي عبـدالله زيدٍ ، إذا كان معروفاً بالاسم» (٣).
وحدّه الزمخشريّ (ت ٥٣٨ هـ) بأنّه : «اسم غير صفة يكشف عن المراد كشفها ويُنزّل من المتبوع منزلة الكلمة المستعملة من الكلمة الغريبة إذا ترجمت بها ، وذلك نحو قوله : أقسمَ بالله أبو حفص عمر ... فهو كما ترى جارٍ مجرى الترجمة حيثُ كشفَ عن الكنيةِ لقيامه بالشهرةِ دونها ...
___________
(١) شرح اللمع ، ابن برهان العكبري ، تحقيق فائز فارس ١ / ٢٣٥.
(٢) شرح المقدّمة المحسبة ، ابن بابشاذ ، تحقيق خالد عبـد الكريم ٢ / ٤٢١.
(٣) الجمل ، عبـد القاهر الجرجاني ، تحقيق علي حيدر : ٣٢ ـ ٣٣.