قيد (غيـر مقصـود بالنسـبة) : ولا بُـدّ أنّه يرى عدم الحاجـة إليـه ؛ لخروج البـدل بقيـد (الموضّـح) ، وقـد تابعـه على هـذا الحـدّ كـلّ مـن الفاكهي (ت ٩٧٢ هـ) (١) لا ، والخضري (٢).
وممّا ذكره في شرحه : «وقولي : (غير مؤوّل) مخرجٌ لِما وقع من النعوت جامداً ، نحو : (مررتُ بزيدٍ هذا) و (بقاعٍ عرفجٍ) ؛ فإنّه في تأويلِ المشـتقّرحمه الله ألا ترى أنّ المعنى : مررتُ بزيدٍ المشار إليه ، وبقاعٍ خَـشِـنٍ» (٣).
وقد أشار ابن هشام إلى أنّه لا يمكن إعراب عطف البيان بدلاً إذا «امتنع الاستغناءُ عنه ، نحو : هندٌ قامَ زيدٌ أخوها (٤) ، أو [امتنع] إحلاله محلّ الأوّل (٥) طن ، نحو : يا زيدُ الحارثُ» (٦).
وحدّه ابن عقيل (ت ٧٦٩ هـ) بأنّه : «التابع الجامد المشبه للصفة في إيضاح متبوعه وعدم استقلاله ... فخرج بقوله : (الجامد) الصفة ؛ لأنّها مشـتقّة أو مؤوّلة به ، وخرج بما بعد ذلك : التوكيد ، وعطف النسق ؛ لأنّهما لا يوضّحان متبوعهما ، والبدل الجامدُرحمه الله لأنّه مستقلّ» (٧).
___________
(١) شرح الحدود النحوية ، جمال الدين الفاكهي ، تحقيق محمّـد الطيّب الإبراهيم : ١٧٩ ـ ١٨٠.
(٢) حاشية الخضري على شرح ابن عقيل ، ضبط وتصحيح يوسف البقاعي ٢ / ٦١٦.
(٣) شرح قطر الندى : ٢٩٧.
(٤) وجه الامتناع : إنّ البدل في نيّة تكرار العامل ، فلو أعربنا كلمة «أخ» بدلاً ، لكان التقدير : هندٌ قامَ زيدٌ ، قامَ أخوها ، فيخلو خبر الجملة الأُولى من رابط يربطه بالمبتدأ.
(٥) وجه الامتناع : إنّه محلّى بـ (أل) ، وأداة النداء لا تدخل على ما فيه (أل).
(٦) أوضح المسالك إلى ألفيّـة ابن مالك ، ابن هشام ، تحقيق محمّـد محيي الدين عبـد الحميد ٣ / ٣٤.
(٧) شرح ابن عقيل على ألفيّـة ابن مالك ، تحقيق محمّـد محيي الدين عبـد الحميد ٢ / ٢١٨ ـ ٢١٩.