وثانيهـما : «هو التابع لمثله أو دونـه في الشـهرة جامـداً» (١) ، وهو مقارب لحدّ ابن عصفور مضموناً.
وحدّه ابن هشام (ت ٧٦١ هـ) بحدّين أيضاً :
أوّلهـما : إنّه «تابع غير صفة يوضّح متبوعه أو يخصّـصه» (٢).
وهو مماثل لحدّ ابن الحاجب المتقدّم مضافاً إليه قيد (أو يخصّصه) ، وقال في شرحه : «وقولي : (غير صفة) مخرج للصفة ؛ فإنّها توافق عطف البـيان في إفادة توضيح المتبـوع إن كان معرفة وتخـصيصه إن كان نكرة ، فلا بُـدّ من إخراجها وإلاّ دخلت في حدّ [عطف] البيان ، وقولي : (يوضّح متبوعه أو يخصّصه) مخرج لِما عدا عطف البيان» (٣).
أقـول :
إنّ تقييد عطف البيان بكونه (غير صفة) ؛ لإخراج الصفة في هذا الحدّ وغيره ، ليس فنّـيّاً ؛ لأنّ المطلوب في الحدّ بيان ذاتيّات المحدود بنحوٍ يميّز الأفراد الداخلة فيه عن الخارجة عنه ، ولو كانت طريقة الاستثناء في تمييز عطف البيان عن بقية التوابع صحيحة ، لكان بالإمكان منذ البداية أن نقول في حدّه : إنّه تابع غير صفة ولا توكيد ولا بدل ولا عطف نسق.
وثانيهما : إنّه «تابع موضّـح أو مخصّـص جامد غير مؤوّل» (٤).
وهو بمضمـون حدّ ابن الناظم المتـقدّم نفسـه ، إلاّ إنّه لم يذكر فيه
___________
(١) غاية الإحسان في علم اللسان ، أبو حيّـان ، مخطوط ٩ / أ.
(٢) شرح شذور الذهب ، ابن هشام ، تحقيق محمّـد محيي الدين عبـد الحميد : ٤٣٤.
(٣) شرح شذور الذهب : ٤٣٥.
(٤) شرح قطر الندى ، ابن هشام ، تحقيق محمّـد محيي الدين عبـد الحميد : ٢٩٧.