وعطف النسـق والبـدل ، و (في التوضـيح والتخصـيص) أخرج التأكيد ، و (جامداً) ذكره توكيداً لإخراج النعت ؛ فإنّه من جهة المعنى أشبه شيءٍ بعطف البيان. [وقوله] : أو منزل منزلته [أي منزلة الجامد] هو العلم الذي كان أصله صـفة ، فغلبت وصارت علماً بالغلبة كالصَعِق» (١).
وقد أشار ابن مالك بعد ذِكره هذا الحدّ إلى أنّ هناك موارد لا يمكن فيها إعـراب عطف البـيان بدلاً حتّى تبعاً لاخـتلاف القصـد ، كما لو «قُـرِنَ بـ (أل) بعد منادى ، أو تَبع مجرّداً بإضافة صفة مقرونة بـ (أل) وهو غير صالحٍ لإضافتها إليه ، وكذا إذا أُفردَ تابعاً لمنادى» (٢).
وحدّه ابن الناظم (ت ٦٨٦ هـ) بأنّه : «التابع الموضّـح والمخصّـص متبوعه ، غير مقصودٍ بالنسبة ، ولا مشتقّاً ولا مؤوّلاً بالمشتقّ ...
فخرج بقولي : (الموضّح والمخصّص) التوكيد وعطف النسق ، وبقولي : (غير مقصود بالنسبة) البدل ؛ لأنّه في نيّة تكرار العامل ... وبقولي : (ولا مشتقّاً ولا مؤوّلاً بالمشتقّ) النعت» (٣).
وحدّه أبو حيّـان (ت ٧٤٥ هـ) بحدّين :
أوّلهـما : إنّه «تابع أشهر من متبوعه ، نحو : جاءَ أبو حفصٍ عمر ، إذا كان عمر أشهر من الأوّل» (٤).
ويلاحظ عليه : إنّه لم يقيّده بكونه جامداً أو غير مشتقّ ، فلا يكون مانعاً من دخول ما يخرج بهذين القيدين.
___________
(١) شفاء العليل في إيضاح التسهيل ، السلسيلي ، تحقيق عبـدالله البركاتي ٢ / ٧٦٣.
(٢) تسهيل الفوائد : ١٧١.
(٣) شرح ابن الناظم على الألفـيّة : ٢٠١.
(٤) شرح اللمحة البدرية ، ابن هشام ، تحقيق هادي نهر ٢ / ٢٤٠.