الفصل الأوّل
الحسن المثنّى بن الحسن بن عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه
كان جليلاً فاضلاً ورعاً.
مات الحسن بن الحسن رضي الله عنهما وله خمس وثلاثون سنة (١) وأخوه زيد حيّ ، ولم يدّع الإمامة ولا ادّعاها له مدّع (٢).
وأعقب خمسة أسباط ، وهم : عبـدالله المحض ، وإبراهيم الغمر ، والحسن المثلّث ، وداود ، وجعفر.
* السبط الأوّل :
عبـدالله المحض بن الحسن المثنّى.
ويكنّى أبا محمّـد ، وكان يشبه رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم ، وكذا كان [٨ / أ] أبوه ، وجدّه ، وإنّما لُقّب المحض لمكانه من الحسين ، أبوه الحسن بن الحسن ، وأُمّه فاطمة بنت الحسين ، وكان شيخ
___________
(١) ومثله في عمدة الطالب : ١٠١ ، والمجدي : ٣٦ ، والإرشاد : ٢٥ ، وقد أرّخ الذهبي وفاته سنة ٩٧ و ٩٩ ، وأرّخ ابن الجوزي وفاته سنة ٩١ ، وذكر الصفدي في الوافي ١١ / ٤١٨ أنّه توفّي في خلافة الوليد ، قال : وقيل : ٩٧ ، وخلافة الوليد كانت من سنة ٨٥ إلى سنة ٩٦ ، وهي سنة وفاته.
وقال ابن عنبـة : كان عبـد الرحمن بن الأشـعث قد دعا إليه وبايعه ، فلمّا قتل عبد الرحمن توارى الحسن حتّى دسّ إليه الوليد بن عبد الملك من سقاه سمّاً فمات.
ومقتل عبـد الرحمن كان سنة ٨٥ ، فتكون وفاته ـ إذاً ـ في أوّل خلافة الوليد.
(٢) خلافاً لِما تقدّم في التعليقة السابقة عن ابن عنبة. وهذه العبارة أخذها المصنّف من الفصول المهمّـة : ١٦٧.