وعشرين ألف مسلم.
قلت : وكتابه في الضعفاء يوضّح مقالته ، ورأيت في نسخةٍ من كتاب ابن حبّان : حَرِيزي المذهب ، وهو ـ بفتح الحاء المهملة وكسر الراء وبعد الياء زاي ـ نسبة إلى حريز بن عثمان المعروف بالنصب ، وكلام ابن عديّ يؤيّد هذا ، وقد صحّف ذلك أبو سعد بن السمعاني في الأنساب ، فذكر في ترجمة الجَريري ـ بفتح الجيم ـ أنّ إبراهيم بن يعقوب هذا كان على مذهب محمّـد بن جرير الطبري ، ثمّ نقل كلام ابن حبّان المذكور. وكأنّه تصحّف عليه ، والواقع أنّ ابن جرير يصلح أن يكون من تلامذة إبراهيم بن يعقوب لا بالعكس ، وقد وجدت رواية ابن جرير عن الجوزجاني في عدّة مواضع من التفسير والتهذيب والتاريخ» (١).
أقـول :
أودّ التنبيه على أُمور :
الأوّل : إنّ النسائي قد وثّق هذا الناصبي ، وقد أخرج عنه هو وأبو داود والترمذي .. والمهمُّ إخراج النسائي عنه ، لأنّهم ذكروا بترجمته أنّ له في سننه شرطاً أشدّ من شرط الشيخين ، فيظهر أنّ شرطه كان متوفّراً في هذا الناصبي؟! كما كان متوفّراً في عمر بن سعد ، الذي أخرج عنه ، وقد قال يحيى بن معين : كيف يكون قاتل الحسين ثقة؟! ومع ذلك نرى القوم يصفون النسائي بالتشيّع ، لأنّه تكلّم في معاوية رئيس الفرقة الباغية!!
والثاني : إنّ تهذيب التهذيب ، تهذيب لكتاب تهذيب الكمال للحافظ
___________
(١) تهذيب التهذيب ١ / ١٥٩.