فضاق صدره من الحبس ، وكتب رقعة إلى الرشيد يشتمه فيها شتماً قبيحاً ، فلم يلتفت الرشيد إليه وأنكره (١).
ويقال : إنّه قال لمسرور العبد حين أمره بقتل جعفر [البرمكي] وقد سأله : بما يستحلّ أمير المؤمنين قتلي؟! قال : قل له بقتل ابن عمّه عبـدالله الذي قتله بغير أمره (٢).
[فـ]ـأعقب مـن رجلـين ، هما : محمّـد ، [و] العبّـاس ، [و] عقـبه قليل ، (فمن وُلده [٣٦ / ب] الأمير محمّـد ، وكان له عبـدالله فانقرض) (٣).
وينسـب إليه : بنو الفاخر ، وبنو المحترق ، وبنو الأعزّ (٤) ، وأبو منصور محمّـد الإسكندر (٥) بن نقيب المدائن [أبي أحمد محمّـد بن أبي عبـدالله محمّـد بن عليّ بن الحسين بن زيد بن عليّ بن محمّـد بن عبـدالله] ، عاش مئة سنة ، وحضر عند السلطان مسعود ، فقال له : رزقك الله ما رزقني ، فتعجّب الحاضرون منه ، وقال : أنا عُمري مئة سنة ، آكل [كلّ] يوم عشـرة
___________
(١) وفي عمدة الطالب : ٣٤٨ : فلم يلتفت الرشيد إلى ذلك ، وأمر بأن يوسّع عليه ؛ ولاحظ : المجدي : ٢٢٠ ، ومقاتل الطالبيّـين : ٣٧٥ وص ٤٠٩ ـ وفيها ترجمته ـ وص ٤٤٦ ، والشجرة المباركة : ١٧٦ وص ١٧٧.
(٢) انظر : عمدة الطالب : ٣٤٩.
وهذا من مكر طواغيت الدنيا ، فهم يلقون باللائمة والمسؤولية على أعضادهم ، ويتبرّؤون من شنيع أفعالهم ، حتّى يدفعوا نقمة الرعية ويبرّؤوا ساحتهم من الدماء الطاهرة من جهة ، ومن جهة أُخرى يبرّرون فعلهم مع من غضبوا عليه منهم.
(٣) ما بين القوسين لم يرد في العمـدة ، ولم أجده في غيره.
(٤) كذا في بعض نسخ العمدة ، وفي المطبوع منه : الأعسـر ، وهؤلاء هم بنو علي بن علي بن الحسين بن زيد ، وما بعده بنو أخويه محمّـد والحسن.
(٥) كان في النسخة : الاسكندراني نقيب المدائن ؛ فصوّبناه حسب ترجمته من عمدة الطالب : ٣٥٠ ، والأصيلي : ٣٢٠. ولم ترد قصّته مع السلطان مسعود في العمدة ، ولم أجدها في سائر المصادر.