الباب الثالث
محمّـد بن أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب
رضي الله عنهما
المشهور بـ : ابن الحنفية ، ويكنّى : أبا القاسم.
وروي أنّ رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم رخّص لأمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب في تسمية ابنه محمّـداً ، ويكنّيه بأبي القاسـم (١) ..
أولد أربعة وعشرين ولداً ، منهم أربعة عشر ذكراً.
وقال النقيب تاج الدين : بنو محمّـد ابن الحنفية قليلون جدّاً ، ليس بالعراق والحجاز منهم أحد ، وإن كان فبالكوفة (٢) ، وقال ابن عنبة : منهم
___________
(١) وقد وردت في ذلك روايات عديدة ، انظر مثلاً : شرح نهج البلاغة ١ / ٢٤٤ ، وعنه المجلسي في بحار الأنوار ٤٢ / ٩٩ ؛ وفيهما :
وقال قوم : إنّ أُمّ محمّـد بن علي هي خولة بنت جعفر بن قيس الحنفية ، وكانت سـبيّة فـي أيّام رسـول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، وقالوا : بعث رسـول الله صلى الله عليه وآله وسلم عليّاً عليه السلام إلى اليمن فأصاب خولة في بنـي زبـيد وقـد ارتدّوا مع عمرو بن معد كرب ، وكانت زبـيد قد سـبتها من بنـي حنيفة في غارة لهم عليهم ، فصارت في سـهم عليّ عليه السلام ، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله : «إن ولدت منك غلاماً فسمّه باسمي وكنّه بكنيتي» ، فولدت له بعد موت فاطمة عليها السلام محمّـداً ، فكنّاه أبا القاسم.
وبهذا شهد خزيمة بن ثابت حين قال :
محمّـد ما في عودك اليـوم وصمـة |
|
ولا كنت في الحرب الضروس معرّدا |
أبـوك الذي لـم يركب الخيل مثلـه |
|
عــليُّ وسمَّـاك النبـيّ محمّــداً |
(٢) في عمدة الطالب : ٣٥٣ : وبقيّتهم إن كانت فبمصر وبلاد العجم ، وبالكوفة منهم بيت واحد ؛ وما بعده لم يرد في العمـدة.