الحافظ ابن شهرآشوب المازندراني رحمه الله تعالى في المناقب (١) ، وحكاه غير واحدٍ من أعلام الأئمّة ، وجهابذة الأُمّة ، حتّى طفحت بحديث الولادة أسفارهم وأشعارهم ..
بل اعتـرف بصـحّـته جمهـور مخالفيـهم ، إلاّ مـن شـذّ منهـم كابن أبي الحديد المعتزلي ؛ إذ قال ـ مكابراً ـ في شرح نهج البلاغة : واختلف في مولد عليّ عليه السلام أين كان!! فكثير من الشيعة يزعمون أنّه وُلد في الكعبة ، والمحدّثون لا يعترفون بذلك ، ويزعمون أنّ المولود في الكعبة حكيم بن حزام بن خويلد بن أسـد بن عبـد العزّى بن قصي (٢).
واقتفى الديار بكري أثره ، فقال في تاريخ الخميس : ويقال كانت ولادته ـ يعني عليّـاً عليه السلام ـ في داخل الكعبة ، ولم يثبت (٣).
وحكى علي بن برهان الدين الحلبي في سيرته المسمّاة إنسان العيون في سيرة الأمين المأمون ، عن صاحب الـنـور ، أنّه قال : حكيم بن حزام وُلد في الكعبة ولا يُعرف ذلك لغيره ، وأمّا ما روي أنّ عليّـاً عليه السلام وُلد فيها فضعيف عند العلماء (٤).
وجرى القاري على ذلك في شرح الشفا ، فقد قال : لا يُعرف أحد وُلد في الكعبة غيره ـ يعني حكيماً ـ على الأشهر (٥).
ثمّ حكى كلام الحاكم النيسابوري في المستدرك على الصحيحين دون دعوى التواتر على ولادة عليّ عليه السلام في جوف الكعبة ، وسنذكره بتمامه إن
___________
(١) مناقب آل أبي طالب ٢ / ١٧٥.
(٢) شرح نهج البلاغة ١ / ١٤.
(٣) تاريخ الخميس ١ / ٣٠٧.
(٤) إنسان العيون في سيرة الأمين المأمون (السيرة الحلبية) ١ / ٢٢٧.
(٥) شرح الشفا ١ / ١٥١ طبعة الآستانة.