في تـفنيد دعوى
ولادة حكيم بن حزام في بيت الله الحرام
وإذ فرغنا بحمد الله تعالى ومنّـه من تحقيق القول بولادة أبي الحسنين أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السلام في البيت العتيق وتثبيته بشهادة مشايخ الجمهور وأكابرهم ، وبيان ثبوت تواتره بين المسلمين وبلوغه الغاية في الاشتهار بين الأُمّـة ـ وإن نازع في ذلك بعض النواصب ـ فينبغي صرف عنان الكلام إلى ما ذكره بعضهم من ولادة حكيم بن حزام في بيت الله الحـرام ..
فنـقول ـ وبالله تعالى التوفيق ، وبيده أزمّة التحقيق ـ :
حسـبُك في تفنـيد هذه الدعـوى الزائـفة وإبطالها أنّـه لم يحـفل بها إلاّ نفر من القوم ؛ استناداً إلى ما لا ينهض حجّةً في المقام ، كما سيأتي بيانه تفصيلاً إن شاء الله تعالى ..
بل عرفت في ما تقدّم من كلام ثلّةٍ من العلماء أنّ الكلمة لم تتّفق على وضع حكيمٍ في الكعبة ، بل جزم بعضهم بنفي ولادته فيها.
ومع ذلك فقد أرسل شرذمة يسيرة ولادة حكيم بن حزام في البيت الحرام إرسال المسلّمات ـ كما تقدّم عن بعضهم ـ ، وإليه ذهب :
أبو الفرج ابن الجوزي في صفة الصفوة (١).
___________
(١) صفة الصفوة ١ / ٧٢٥.