ذلـك (١) ـ.
ومَن كان هذا ديدنه في تحريف المتون والتلاعب بها ، كيف يؤتمن على روايته للكتب ويُعتمد على ما يحكيه من النصوص؟!!
ولا أحسبك تلتفت بعد ظهور أمره وانكشاف خيانته إلى ما لفّقه الخطيب البغدادي في تاريخه إذ قال بترجمته : كان ثقة ديِّناً صادقاً (٢) ..
أو تصغِ إلى إطراء ياقوت الحموي إيّاه في معجم الأُدباء بقوله : الراوية الثقة المكثر (٣).
فالسكّري لم يكُ أميناً في ما يرويه كما اتّضح لك أمره ، وإذا ذهبت أمانة الرجل ذهب منه كلّ شيءٍ ، والعياذ بالله.
هـذا ، وقد تحصّل من جميع ما سلف أنّ القول بولادة حكيم بن حزام في بيت الله الحرام لا أصل له ، وأنّ هذه الأباطيل إنّما نصرت بالبراطيل ، فلا مناصّ حينئذٍ من الإذعان بتفرّد أمير المؤمنين ، وقائِد الغرّ المحجَّلين ، أسـد الله الغالب ، عليّ بن أبي طالب ، صلوات الله وسلامه عليه بالولادة المباركة في البيت العتيق ، تشريفاً من الله وتكريماً ، وتبجيلاً له وتعظيماً ، بشهادة ما تقدّم من كلام أعيان العلماء ، وأعلام المحقّقين الفضلاء.
(ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم).
* * *
___________
(١) كما نـبّه عليه محقّق كتاب «المحبَّر» في ص ٥٠٩.
(٢) تاريخ بغداد ٧ / ٢٩٦.
(٣) معجم الأُدباء ٨ / ٩٤.