ذلك عن عيونهم ، فلو أنّ سُليماً ـ طوال نصف القرن الذي استغرقه تأليف كتابه وتدوين موادّه من الصحابة والتابعين ـ قد تهاون يوماً في الحذر والحيطة من الحكومات لَما بقي منه ولا من كتابه أثرٌ إلى اليوم!
وقد روى التاريخ عنه أنّه لشدّة حرصه على كتابه فقد كان يحمله معه في أسفاره وتنقّلاته العديدة.
وبسبب هذه الميزات كلّها ينبغي أن ننظر إلى كتاب سُليم على أنّه أوّل نصٍّ متقن في أخطر الموضوعات الإسلامية ، تمَّ تدوينه في فترة حسّاسة وظروف صعبة! وأن نُكْبر مؤلّفه لِما عاناه في سبيل ذلك.
وقد حفظ الله كتابه عبر القرون والأجيال حتّى وصل إلينا ، وتمَّ تحقيقه وطبعه بطبعات عديدة في عصرنا.
* * *