رسـول الله صلى الله عليه وآله وسلم اثـنـتا عشـرة سـنة ، ولـم يـكن فـي المدينـة زمـن رسـول الله صلى الله عليه وآله وسلم ولا زمن أبي بكر ، وإنّما دخل المدينة شابّاً في أوائل إمارة عمر قبل السنة ١٦ الهجرية.
وكان المجتمع الإسلامي بعد الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم ممنوعاً من الحديث مطلقاً ومن تدوينه والتأليف فيه (١).
في هذه الظروف الثقافية التي واجهها سُليم أوقف نفسه على المحافظة على سيرة الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم ، فقام بتدوين أحاديثه وتاريخ الإسلام الصحيح ، الخالي من التلاعب والتشويه ، فبدأ بالتعرّف على الصحـابة واحـداً واحـداً وسـماع الأحـاديث منهم ، واتّصل بأميـر المؤمنين عليه السلام وأصحابه ، كسلمان وأبي ذرّ والمقداد وغيرهم ، وكان سُليم يكتب ما يسمعه منهم ، واستمرّ ذلك طيلة ٢٥ سنة بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
وعندما جاء عهد أمير المؤمنين عليه السلام سنة ٣٥ كان سُليم قد أصبح من خلّص أصحابه والمضحّين من أجله ، وهو أمر يتّضح من جميع ما أورده سُليم في كتابه.
شهد سُليم مع أمير المؤمنين عليه السلام وقعة الجمل في سنة ٣٥ ، وكتب كثيراً من جزئيّات ما وقع في تلك الوقعة وبعدها.
وشهد سُليم وقعة صِفّين في سنة ٣٦ من أوّلها إلى آخرها ، وكان من شرطة الخميس المتقدّمين في الحرب ، وكان حاضراً ليلة الهرير العاشر من
___________
نعم ؛ قلت : كم كان أتى عليك من السنّ؟ قال : أربعون سنة».
فإذا علمنا أنّ وقعة الهرير كانت في العاشر من صفر سنة ٣٨ ـ كتاب «صِفّين» لنصر بن مزاحم ، ص ٤٧٣ ـ وهو آخر أيّام صِفّين ، وعلمنا أيضاً أنّ عمر سُليم كان في تلك الوقعة أربعون سنة ، تكون النتيجة أنّ سُليماً وُلد قبل الهجرة بسنتين.
(١) انظر : هـ ١ ص ٣.