صفر سنة ٣٨ ، والتي هي آخر وقعات صِفّين وأشدّها ، وكان حاضراً أيضاً في ما جرى بين الحكمَين بعد ذلك ، ورجع معه عليه السلام إلى الكوفة.
شهد سُليم وقعة النهروان في سنة ٣٩ ، وكان بعدها في الكوفة إلى شهادة أمير المؤمنين عليه السلام في شهر رمضان سنة ٤٠ ، وقد أورد في كتابه بعض الخطب التي ألقاها الإمام عليه السلام.
والذى يلوح من كتاب سُليم أنّ اشتغاله بتدوين قسم كبير من كتابه كان من سنة ١٢ إلى سنة ٤٠ هـ ، وهي توافق السـنين ١٤ إلى ٤٢ من عمره ، وجَمَع الربع الأخير من كتابه في الأربعين سنة الأخيرة من عمره.
وكان سُليم رحمه الله رجلاً كتوماً سيرته الخفاء والكتمان ، ويبغض الاشتهار ، وبذلك تمكّن من حفظ نفسه من زياد وابن زياد وأمثالهم ، كما تمكّن بكتمانه من تدوين كتابه وتأليفه وجمعه وحفظه.
وليس بعيداً أنّه كان في أثناء معركة كربلاء مسجوناً في سجن ابن زياد مع الكثيرين الّذين سجنهم من أهل الكوفة.
ولمّا قدم الحجّاج الثقفي الكوفة سنة ٧٥ بدأ يطلب أصحاب أمير المؤمنين عليه السلام ، وكان في من طلبه سُليم ، وذلك أنّه كان من أخصّ خواصّ أمير المؤمنين عليه السلام ، فهرب منه سُليم ومعه كتابه أينما كان يذهب وينتقل ، وقد ساح متخفّياً من بلد إلى بلد حتّى وقع في أرض فارس بمدينة كبيرة تسمّى «نوبندجان» بالقرب من شيراز ، فأوى إلى تلك البلدة ، وهناك تعرّف عليه أبان بن أبي عيّاش راوي كتابه.
ومرض سُليم بعدما دخل بلاد فارس ، فاختار أباناً لتسليمه الكتاب ، فدعاه وخلا به وأخبره عن المشاقّ التي تحمّلها في سبيل كتابه وكيفية جمعه وتأليفه ، واشترط عليه أن يدفعه عند موته إلى من يثق به من