الشيعة ، ثمّ قرأ الكتاب كلّه عليه ، ثمّ ناوله إيّاه مناولة.
ولم يلبث سُليم بعد ذلك إلاّ قليلاً حتّى فارقت روحه الدنيا ، وكان ذلك في سنة ٧٦ من الهجرة ، عن عمر مبارك بلغ ٧٨ سنة ، صرف أكثر من ٦٠ سنة منها في سبيل إحياء أمر أهل البيت عليهم السلام.
وثاقة سُليم وجلالة شأنه :
يدلّ على وثاقة سُليم العالية النصوص المذكورة في كتب العلماء التي تؤكّد أنّه كان فوق الوثاقة :
١ ـ قال ابن النديم والعقيقي : «كان (سُليم) شيخاً متعبّداً له نور يعلوه» (١) ز ، وقد قال أبان في مفتتح الكتاب : «لم أر رجلا كان أشدّ إجلالا لنفسه ، ولا أشدّ اجتهاداً ، ولا أطول حزناً ، ولا أشدّ خمولاً لنفسه ، ولا أشدّ بغضاً لشهرة نفسه ، منه».
٢ ـ ذكره البرقي في رجاله ، وعدّه من الأولياء من أصحاب أمير المؤمنين عليه السلام ، ونقله عنه العلاّمة في «الخلاصة» (٢) ، وقد نصّ أمير المؤمنين عليه السلام في الحديث ٣٨ من الكتاب على أنّه من الأصفياء الأولياء ذوي الخبرة في الدين.
٣ ـ قد مرّ ذِكر الرواية التي رواها الشيخ المفيد في كتاب «الاختصاص» الدالّة على أنّ سُليماً كان من شرطة الخميس ، وبملاحظة ما ورد في شأن شرطة الخميس يُعلم جلالة سُليم.
٤ ـ أورد الكشّي في رجاله روايتين تدلاّن على تصديق الأئمّة عليهم السلام
___________
(١) الفهرست ـ لابن النديم ـ : ٢٧٥ ، خلاصة الأقوال : ٨٣.
(٢) رجال البرقي : ٤ ، خلاصة الأقوال : ١٩٢ باب الكنى.