لكنّ الأكثر يأخذون برواية الشيعي ، إذا كانوا يرونه ثقة صدوقاً في نقـله .. سـواء كان ممّن يتكلّم في معاوية وأمثاله ، أو في عثمان وأعوانه ، أو في الشيخين وأصحابهما.
واختلفوا في الاحتجاج برواية الرافضي الصدوق على ثلاثة أقوال :
أحدها : المنع مطلقاً.
والثاني : الترخّص مطلقاً.
والثالث : التفصيل ، فتقبل رواية غير الداعية ، وتردّ رواية الداعية (١).
فإن كان المراد من «الرافضي» هو «الشيعي الغال» : وهو الذي يقدّم عليّاً عليه السلام على أبي بكر وعمر ، كما هو صريح الحافظ ابن حجر ، وتدلّ عليه الشواهد والقرائن الكثيرة ؛ فهو ..
وإنْ كان المراد من «الشيعي» : من يحبُّ عليّاً عليه السلام أو يقدّمه على عثمان أو يتكلّم في معاوية ، ومن «الرافضي» : خصوص من يقدّم عليّـا عليه السلام على أبي بكر وعمر ؛ ففي الصحاح ممّن يقدّمه عليهما كثيرون ، بل فيها مَن كان يتكلّم فيهما أيضاً.
وعلى كلّ تقدير يصـحُّ قول السـيد في عنوان المراجعة : «مائة من أسناد الشـيعة في أسناد السُـنة».
____________
هو اتّباع بني أُمية ، وله شواهد كثيرة في التاريخ والرجال ، وقد حققّنا ذلك في بعض رسائلنا.
(١) ميزان الاعتدال ١ / ٢٧ ، علوم الحديث لابن الصلاح ، وقد عزا القول بالتفصيل إلى الكثير أو الأكثر من العلماء ، ونصّ شارحه الزين العراقي على أنّ البخاري ومسلماً احتجّا أيضاً بالدعاة .. انظر : التقييد والإيضاح : ١٤٥ ـ ١٤٦.
قلـت : قد ذكرنا سابقاً أسامي جمعٍ منهم.