روى البخاري عن مسروق قال : ذكر عبد الله بن مسعود عن عبد الله بن عمرو ـ يعني : ابن العاص ، فقال : لا أزال أحبه بعد ما سمعت النبي صلىاللهعليهوسلم يقول : «خذوا القرآن من أربعة : من عبد الله بن مسعود ، وسالم ، ومعاذ ، وأبي بن كعب».
أبيّ بن كعب :
أحد المشهورين بحفظ القرآن ، العالمين بقراءته ، وأحد كتاب الوحي للرسول صلىاللهعليهوسلم.
قال فيه عمر بن الخطاب : «أبيّ أقرؤنا». رواه البخاري.
قال له النبي صلىاللهعليهوسلم : إن الله أمرني أن أقرأ عليك (لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا ...).
قال : وسماني؟ قال «نعم» فبكى.
وفي رواية أخرى : قال صلىاللهعليهوسلم :
إني أمرت أن أعرض عليك القرآن ، فقال أبيّ : بالله آمنت ، وعلى يدك أسلمت ، ومنك تعلمت ، قال : فرد النبي صلىاللهعليهوسلم القول ، فقال : يا رسول الله : وذكرت هناك؟ قال : نعم ، باسمك ونسبك في الملأ الأعلى ، قال : فأقرأ إذن يا رسول الله.
وفرح أبيّ فرحة غامرة ، صرح بها حين سئل : وفرحت بذلك؟ فأجابه : وما يمنعني وهو يقول : (قُلْ بِفَضْلِ اللهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ).
وقال صلىاللهعليهوسلم : «استقرئوا القرآن من أربعة : عبد الله بن مسعود ، وسالم مولى أبي حذيفة ، ومعاذ بن جبل ، وأبي بن كعب» (١).
يقول عبد الله بن عباس (٢) :
«كنت ألزم الأكابر من أصحاب رسول الله صلىاللهعليهوسلم من المهاجرين والأنصار ، فأسألهم عن مغازي رسول الله صلىاللهعليهوسلم وما نزل من القرآن في ذلك ، وكنت لا آتي أحدا إلا سرّ بإتياني ؛ لقربي من رسول الله صلىاللهعليهوسلم فجعلت أسأل أبي بن كعب يوما عما نزل من القرآن بالمدينة فقال : نزل بها سبع وعشرون سورة ، وسائرها بمكة».
زيد بن ثابت :
كان من كتاب الوحي ، ذا بصيرة نافذة ، وعقل واع ، وبديهة حاضرة ، ولذلك أمره صلىاللهعليهوسلم أن يتعلم السريانية والعبرانية حتى لا يزيدوا في رسائله صلىاللهعليهوسلم.
قال زيد : فتعلمت السريانية في خمسة عشر يوما ـ والعبرانية في خمسة عشر يوما (٣).
__________________
(١) طبقات القراء ٦ / ٦٢٩ ، عمدة القاري ٢ / ٢٤. باب القراء من أصحاب النبي صلىاللهعليهوسلم.
(٢) طبقات ابن سعد ٢ / ٣٧١.
(٣) وقيل سبعة عشر يوما من خلاصة تاريخ التشريع. عبد الوهاب خلاف ٢٩٤.