الأشرف ، بغداد ، قم ، أصفهان ، كاشان ، مشهد المقدّسـة ، وغيرها.
وهو سياسي محنّك ، استطاع أن ينفَذ في دولة عظمى متجبّرة ، كانت قد سيطرت ـ بالقوّة ـ على بقاع كبيرة من العالم آنذاك ، هي الدولة الصفوية ؛ بإقامته علاقة وطيدة مع اثنين من سلاطينها ، هما الشاه إسماعيل الصفوي وابنه الشاه طهماسب ، مكّنته هذه العلاقة من الدفاع عن مذهب أهل البيت عليهم السلام ونشـر تعاليمهم.
وهو فقيه ، أُصولي ، رجالي ، صاحب نظريّات عميقة وآراء جديدة ، صهرها في بودقة مؤلّفاته ، التي جاوزت الثمانين بقليل ؛ إذ النظرة السريعة لقائمة مؤلّفاته تخبرنا باختلافها حجماً وماهيّةً وأبعاداً ، فبعضها كبيرة عميقة استدلالية ، وبعضها رسائل صغيرة لا تتجاوز عدّة صفحات ، والطابع الغالب عليها هو الفقه.
ومن خلال عملي في جمع وتحقيق مصنّفات الشيخ الكركي وجدت أنّ له آراء وفوائد كثيرة منثورة بين طيّات مؤلّفاته ، لم يفردها بتأليفٍ مستقلٍّ ، كآرائه الكلامية والأُصولية والرجالية ، وفوائده التاريخية ، وشواهده الشعرية ، واستعماله الجداول والرسوم ؛ فعزمت على جمعها وتنقيحها والتعليق عليها.
وهذه المقالة التي بين يديك ـ عزيزي القارئ ـ تمثّل فوائده وتعليقاته على بعض الكتب والمصنّفات التي أورد أسماءها في مؤلّفاته ، وهي تشمل جوانب عديدة متعلّقة بالكتاب : كتعيين اسمه الكامل ، وتاريخ تأليفه ، وأهمّيته ، وماهيّته ، ومستواه العلمي ، ومنهج مؤلّفه فيه ، وسبب تأليفه ... وغير ذلك.
وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين ..