ومـن جهة أُخـرى ، فهو يصـرّح بأنّ هذه الفضائل «ليست لأحدٍ غـيره» (١).
فدلالته تامّـة بلا إشكال.
ومن هنا لم يناقش ابن تيميّة في هذا الحديث من هذه الناحية ، فحاول أن يجيب عن الاستدلال به بالطعن في سنده ومتنه ، فقال :
«إنّ هذا الحديث ليس مسنداً ، وإنّما هو حديث مرسل لو ثبت عن عمرو بن ميمون ؛ لأنّه أسلم على يد معاذ بن جبل ولم يلقَ النبيّ صلّى الله عليه [وآله] وسلّم.
وفـيه ألفاظ هـي كذب على رسـول الله ، كقوله : لا ينـبغي أن أذهب إلاّ وأنت خليفتي ..
وكذلك قوله : وسـدّ الأبواب كلّها إلاّ باب عليّ ؛ فإنّ هذا ممّا وضعته الشـيعة على طريق المقابلة ..
ومثل قوله : أنت وليّي في كلّ مؤمن من بعدي ؛ فإنّ هذا موضوع باتّفاق أهل المعرفة بالحديث» (٢).
أقـول :
هذا الحديث رواه بالسند نفسه كبار الأئمّة في شتّى الكتب ، فمنهم من ذكره كلّه ومنهم من ذكر جزءاً منه ، ولم نجد من أحدٍ منهم طعناً في سنده لا بالإرسال ولا بغيره ، لوضوح أنّ عمرو بن ميمون يروي القصّـة عن
____________
(١) المستدرك ـ للحاكم ـ وتلخيصه ـ للذهبي ـ ٣ / ١٣٢.
(٢) منهاج السُـنّة ٥ / ٣٤.