فأورد في الناحية الأُولى أسماء جمعٍ كبير من أئمّة السُـنّة الرواة لهذا الحديث ، وتعرّض لتشكيك الآمدي في صحّته وأجاب عنه.
وأوضح في الناحية الثانية كيفية الاستدلال بالحديث على المدّعى ، مؤكّداً دلالته على العموم ، وعلى أنّه قد ورد في موارد كثيرة غير تبوك ، كما في كتب القوم ... فلا تبقى شبهةٌ في إفادته للعموم.
وختم البحث ببعض المشابهات الموجودة بين عليّ وهارون على ضوء الروايات.
رواته من الصحابة وكثرة طرقه وتواتره :
ذكر السـيّد ـ رحمه الله ـ أسماء عدّةٍ من رواة هذا الحديث من الصحابة ، ولم يكن بصدد الاستقصاء ، فرواته منهم في كتب القوم بالأسانيد أكثر بكثير ، خاصّةً بالنظر إلى موارد وروده ، وقد رواه الحافظ ابن عساكر عن أكثر من عشرين ؛ ولذا قال ابن كثير : «قد تقصّى ابن عساكر هذه الأحاديث في ترجمة عليّ من تاريخـه ، فأجاد وأفاد ، وبرز على النظراء والأشباه والأنداد ، فرحمه ربّ العباد يوم التناد» (١).
وقال الحافظ ابن حجر : «قد استوعب طرقه ابن عساكر في ترجمة عليّ» (٢).
وكذا القاضي أبو القاسم التنوخي ، المتوفّى سنة ٤٤٧ ـ قال الخطيب :
____________
بعضهم أنْ لا جدوى في المناقشة في السـند والدلالة ، عمد إلى التصرّف في لفظ الحديث ، وحرّف «هارون» إلى «قارون» فذكّرنا قوله صلّى الله عليه وآله وسلّم : «إذا لم تستحِ فاصنع ما شئت»!
(١) البداية والنهاية ٧ / ٣٤١ ـ ٣٤٢.
(٢) فتح الباري في شرح صحيح البخاري ٧ / ٦٠.