ثمان وثلاثون ـ مصطلح جمع المذكّر السالم
قبل أن يستقرَّ « جمع المذكر السالم » عنواناً لمعناه الاصطلاحي النحوي ، عبّر النحاة عن المعنىٰ بعناوين متعدّدة ، أهمّها :
* أوّلاً : الجمع علىٰ حدّ التثنية ؛ وقد استعمله سيبويه ( ت ١٨٠ هـ ) في كتابه ، قال : « وإذا جمعت علىٰ حدّ التثنية لحقتها زائدتان . . واو مضموم ما قبلها في الرفع ، وفي الجرّ والنصب ياء ، مكسور ما قبلها » (١) . .
قال المبرّد في بيان تسميتهم إيّاه جمعاً علىٰ حدّ التثنية : « وإنّما كان كذلك ؛ لأنّك إذا ذكرت الواحد ، نحو قولك : مسلم ، ثمّ ثنّيته أدّيت بناءه كما كان ، ثمّ زدت عليه ألفاً ونوناً ، أو ياءً ونوناً ، فإذا جمعته علىٰ هذا الحدّ أدّيت بناءه أيضاً ، ثمّ زدت عليه واواً ونوناً ، أو ياءً ونوناً ، ولم تغيّر بناء الواحد عمّا كان عليه » (٢) .
وقال ابن يعيش : « ويقال جمع علىٰ حدّ التثنية لسلامة صدره كما كان المثنّىٰ كذلك . . . وإنّما جعل التثنية أصلاً في السلامة لأنّ المثنّىٰ لا يكون إلّا سالماً ، والجمع قد يكون منه سالم وغير سالم » (٣) .
ويلاحظ : أنّ ذكره لحركة ما قبل الواو والياء ، احتراز من دخول المثنّىٰ في التعريف في حالتي النصب والجر ؛ فإنّه وإن كان منتهياً بالياء
__________________
(١) الكتاب ، سيبويه ، تحقيق عبد السلام هارون ١ / ١٨ .
(٢) المقتضب ، محمّد بن يزيد المبرّد ، تحقيق عبد الخالق عضيمة ١ / ٥ ـ ٦ .
(٣) شرح المفصّل ، ابن يعيش ٥ / ٢ .