وقال تعالىٰ في السورة نفسها أيضاً : ( يَحْلِفُونَ بِاللَّـهِ مَا قَالُوا وَلَقَدْ قَالُوا كَلِمَةَ الْكُفْرِ وَكَفَرُوا بَعْدَ إِسْلَامِهِمْ وَهَمُّوا بِمَا لَمْ يَنَالُوا وَمَا نَقَمُوا إِلَّا أَنْ أَغْنَاهُمُ اللَّـهُ وَرَسُولُهُ مِن فَضْلِهِ فَإِن يَتُوبُوا يَكُ خَيْرًا لَّهُمْ وَإِن يَتَوَلَّوْا يُعَذِّبْهُمُ اللَّـهُ عَذَابًا أَلِيمًا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَمَا لَهُمْ فِي الْأَرْضِ مِن وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ ) (١) . .
قال الطبرسي في مجمع البيان في ذيل الآيات الأُولىٰ : « قيل : نزلت في اثني عشر رجلاً وقفوا علىٰ العقبة ليفتكوا برسول الله صلىاللهعليهوآله عند رجوعه من تبوك ، فأخبر جبرئيل رسول الله صلىاللهعليهوآله بذلك وأمره أن يرسل إليهم ويضرب وجوه رواحلهم ، وعمّار كان يقود دابّة رسول الله صلىاللهعليهوآله وحذيفة يسوقها ، فقال لحذيفة : اضرب وجوه رواحلهم ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوآله : إنّه فلان وفلان . حتّىٰ عدّهم كلّهم .
فقال حذيفة : ألا تبعث إليهم فتقتلهم ؟!
فقال : أكره أن تقول العرب لمّا ظفر بأصحابه أقبل يقتلهم .
عن ابن كيسان .
وروي عن أبي جعفر الباقر عليهالسلام مثله ، إلّا أنّه قال : ائتمَروا بينهم ليقتلوه ، وقال بعضهم لبعض : إن فطن نقول : إنّا كنّا نخوض ونلعب ، وإن لم يفطن نقتله » .
وفي ذيل الآيات اللاحقة قال : « وقيل : نزلت في أهل العقبة ؛ فإنّهم ائتمروا في أن يغتالوا رسول الله صلىاللهعليهوآله في عقبة عند مرجعهم من تبوك وأرادوا أن يقطعوا انساع راحلته ، ثمّ ينخسوا به ، فأطلعه الله تعالىٰ علىٰ
__________________
(١) سورة التوبة ( براءة ) ٩ : ٧٤ .