وعلىٰ الرغم من أنّ الدنيا قد طوت مراحل كثيرة ، ودرست تقاليد وعادات لا تحصىٰ إلّا أنّ الذكر أو المنهج الحسيني قد واكب الدنيا ، وسيكون ذلك حتّىٰ قيام مهديّ آل محمّد عليهالسلام الّذي سيملأ الأرض قسطاً وعدلاً بعدما ملئت ظلماً وجوراً (١) .
ومن هنا فإنّ الشعراء والأُدباء الحسينيّين يرمزون دوماً باسمه عليهالسلام إلىٰ الإسلام والهداية والحقّ والجهاد مثلما يرمزون باسم أعدائه إلىٰ الشرّ والفساد والطغيان . وما نظمه هؤلاء فيه وحده يفوق ما نظم في عظماء الدنيا قاطبة .
ولم ينحصر ذكر الحسين عليهالسلام في طائفة معيّنة من الشعراء ـ كالشيعة مثلاً ـ بل ذكره شعراء سائر مذاهب المسلمين ، وأكثر من ذلك فقد ذكره شعراء غير المسلمين أيضاً .
ومن الشعراء المسلمين الّذين ذكروا الحسين وأهل بيته عليهمالسلام الموفّق ابن أحمد المكّي الحنفي ـ الّذي ستتعرّف عليه من خلال الأسطر التالية ـ فهو قد خصّه عليهالسلام بمؤلَّف مستقلّ سمّاه مقتل الإمام الحسين عليهالسلام .
__________________
(١) انظر : مسند أحمد بن حنبل ٣ / ١٧ و ٢٨ ، المستدرك علىٰ الصحيحين ٤ / ٥٥٨ ، حلية الأولياء ٣ / ١٠١ ، تذكرة الخواصّ : ٣٦٣ ، عقد الدُرر : ٣٩ .